إلى سيّدات العالم جميعًا باقةُ ورد ملوّن منّي

إلى سيّدات العالم جميعًا باقةُ ورد ملوّن منّي


لا تقبلي أن تكوني الكائن الضعيف الذي يحاول البعض تصويره على أنه كائن لا حقوق له ويعيش ساعياً لنيل عطف ورضى الرجل.


إياكِ ان تكوني ممن يعتبرن أنفسهن ضلعاً أعوج ليِّناً، فلست فقط الأم والأخت وربة المنزل، ولست المحتاجة لمن يعطيها الفرصة لتثبت نفسها، وإنما أنتِ المناضلة، الإعلامية، الضابط والمربية، الطبيبة والقائدة، السياسية والمحامية التي تدافع عن حقوق الآخرين.

أنتِ القادرة على أن تجعلي محيطك ينظر إليك كمحرك أساسي لحركة المجتمع وعنصر أساس وفاعل. أثبتي نفسك في مختلف المجالات، وحققي وجودك الفاعل في كل ساحة نضال، ومكان عمل.


لقد صنعت من تضحياتك طريقًا مليئًا بالحب والعطاء، فأنت المناضلة التي تقف إلى جانب الرجل، وأحيانًا أمامه لأجل هذا الوطن وللسير به نحو غد أفضل.


فإلى كل امرأة في لبنان والوطن العربي، سأكتب اليوم، متسلحة بنون النسوة وتاء التأنيث، ومؤمنة بأهمية الدور الكبير الذي تلعبه المرأة في المجتمع الذي تشكل عماده، لاسيما وأنها هي التي تحتل المرتبة الأولى دائمًا في العطاء والتضحية في المنزل وفي المجتمع، وحتى في ساحِ القتال والتضحية من أجل الوطن، وكيف لا، وهي المستعدة لتقديم كل ما تملكه حتى حياتها وحياة أغلى من تملك في الوجود في سبيل هذا الوطن.

اسمحوا لي اليوم، ان اقدم الى كل سيدة باقة من الورود الملونة بالحب ، وأن أقف منحنية أمام عطاء كل امرأة في هذا المجتمع، في منزلها أو عملها أو محيطها الصغير والكبير، لا سيما عطاءات المرأة العربية عامة واللبنانية خاصة، هذه المرأة التي استشهدت وقدمت الشهداء ليتحرر الوطن ونحيا نحن بكرامة، وهي التي أنجبت الأبطال والعظماء والقادة والأنبياء ، من دونها لا تكون الحياة، فهي المجتمع بكامله.


فيا سيدات المجتمع وربات المنازل والأمهات الفاضلات، ويا أيتها المناضلات والمجاهدات، أثبتن لأنفسكن أنكن قادرات على التغيير في المجتمع الذي تشكلن عماده، وشاركن الرجل كل شي، فلا تميز للرجل على المرأة، والرجل الذي يدعي أفضليته عليكن يقدم لكن صك اعتراف بضعفه وبؤس منطقه، فالرجل ليس أفضل من أية إمرأة لمجرد كونه ذكرًا ولكنه مساوٍ لها في الحقوق والواجبات...