يا هدهدَ الوقتِ

يا هدهدَ الوقتِ

قصيدة الشاعر محمد البندر قال فيها:

يا هدهدَ الوقتِ قلبي في الهوى صَدِئُ

اني انتظرتكَ حتى خانني النبأُ


بنيتُ هيكلَ اقوامي على كتفي

داسوا عليه وفي الاحشاء قد وطِئوا


مالت على الريح من بلقيسَ أحجيةٌ

هل لي بصرحٍ خلتْ من عرشه سبأُ


راحوا مع السيل هداراً عرمرمهم

وأيقظوا الموت كي يحيا به الملأُ


وافرغوا من خوابي الضوء زيتهمُ

واوغلوا في جرار الصوت وامتلأوا


غضوا عن الماء طرف الرمل واحتجبت

عنهم رؤاهم فما ناموا ولا هدأوا


وأمعنوا في طقوس الجن واشتعلت

بهم قواريرُ هذا الصرح فانطفأوا


وأغدقوا النهر قرباناً لماشيةٍ

واهرقوا الغيم لما في المدى ظمئوا


فما استعادوا صروحاً تحتوي مدناً

ولا أعاد لهم أحلامهم خطأُ 


توزعوا في زوايا الأرض وافترقت

بهم خطاهم فضاعوا حيثما اختبأوا


كذاك قلبي تشظى في مفازتهم

فأينع الجَرْحُ لما للغوى لجأوا


فصرتُ أقربُ للموتى أشاركهم

في ظلمة الروح قبراً فيه أتكئُ


وصرتُ في الحب حيث المنتهى خبراً

وانتِ كالدهرِ لا حدٌّ ومبتدأُ