مقاربات أميركية لوضع المنطقة.. ماذا عن مصير المسيحيين

مقاربات أميركية لوضع المنطقة.. ماذا عن مصير المسيحيين


أكّدت مصادر سياسية لصحيفة "الجمهورية" وجود "تخوّف أميركيّ من أن يفلت زمام الامور في الشرق الاوسط من يد أميركا". وقالت المصادر عينها: "هناك تخوّف اكبر على أمن إسرائيل ووجودها ودورها في المنطقة، كحارس تاريخي لمصالح اميركا وعصا غليظة بوجه خصومها، كما كانت ايران ايام الشاه الراحل"، مشيرةً الى أنّ "هناك حدوداً تضعها الادارة الاميركية العميقة لحفلة الجنون التي يقيمها المتطرّفون سواءً في اسرائيل او في بعض الاوساط الاميركية، لذلك فهي بالتوازي مع دعمها لإسرائيل ما زالت تفاوض ايران حول ملفات كثيرة، منها المنفصل عن اوضاع المنطقة كالملف النووي، ومنها المرتبط، لا سيما حول ما يحصل في غزة وجبهات المساندة، وسبل وقف الحرب وإمكانية الذهاب الى مفاوضات حول تسويات ولو بالحدّ الأدنى، تكفل تحقيق استقرار موقت وطويل ان لم يكن مستداماً".


وأضافت المصادر: "لذلك تسعى الإدارة الاميركية الى إبقاء المواجهات والتوترات الحاصلة في المنطقة تحت خط الانفجار الكبير. وتوفد المندوبين تباعاً الى المنطقة، ولا سيما وزير الخارجية انتوني بلينكن وكبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين ومسؤول الأمن القومي ومدير المخابرات المركزية، وتقوم بتنسيق ولو محدود مع فرنسا، للمساهمة في ضبط الاوضاع وبخاصة في جبهة جنوب لبنان مع فلسطين المحتلة، وإن كانت لا تُسلّم كل اوراقها واقتراحاتها وخططها للجانب الفرنسي. عدا عن مسعى الرئيس جو بايدن شخصياً لإنزال رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهوعن الشجرة العالية، فيما يتولّى بلينكن في جولاته المكوكية في المنطقة، وبخاصة في اسرائيل تهيئة الحل لليوم التالي بعد وقف الحرب في غزة".


وفي ما يعني لبنان، تقول المصادر: "إنّ الادارة الاميركية تهتم فقط بوقف المواجهات وتقليل خسائر اسرائيل وتخفيف اندفاعتها نحو التصعيد. اما مصير لبنان ككل لجهة مستقبله السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وبشكل خاص مصير المسيحيين فيه وفي المنطقة عموماً، فهو ليس اولوية اميركية مُلحّة الآن، برغم المسعى الاميركي للتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية، لكن ليس بما يكفي من الضغط على حلفائها وأصدقائها في لبنان للتنازل عن بعض شروطهم التعطيلية. فإنتخاب الرئيس هو حلقة من سلسلة الحلول التي تسعى اليها الادارة الاميركية لترتيب وضع المنطقة، كون الرئيس، أي رئيس، سيكون المعني السياسي الاول بالتوازي مع الحكومة الجديدة، في متابعة مفاوضات التسويات التي يشتغل اكثر من طرف دولي واقليمي عليها، ومصير هذه المفاوضات والتسويات مرتبط بتوجّهات الرئيس العتيد للبنان، ذلك انّ التوقيع النهائي حول أي اتفاق او تسوية هو بيده حسبما يَنصُّ الدستور. ومن هذا الباب تهتم الادارة الاميركية بمواصفات الرئيس اللبناني، بحيث تكون على الأقل مطمئنة الى أنّه لن يعارض بالمطلق هذه التسويات ولو كانت لديه ملاحظات عليها".