أنا الجنوب

أنا الجنوب

كتب مردوك الشامي


وأراقبُ الأطفالَ من خلفِ الشريطِ 

وكيف كانوا يكبرونْ..

وكيف كانوا يعبرونَ النهرَ..

قاربُهم من الورقِ الملوّنِ..

كيف كانوا باسميَ الأغلى لديهمْ

ينشدونْ.


وتغيّرتْ ألعابُهم..

صارت بنادقْ.

ورأيتُهم يستبدلونَ 

ملاعبَ الأطفالِ..

صحواً في الخنادقْ.

ورأيتهم..

يتقدّمونَ..

اللهُ أكبرُ

في البيارقْ.

ووجوهُهُم..

وضّاءَةُ القَسَماتِ

لما عانقوني.

أنا الجنوبُ..

وعادَ أطفالي الكبارُ

وحرّروني.

* * * 

لم يجلسوا في الرملِ..

ما اقتنعوا بحلّ مساومَهْ.

هُم واجهوا الوحشَ الرهيبَ..

وآمنوا بمقاومَهْ

وبعونِ نصرالله..

قد ضحكت عيوني.

أنا الجنوبُ،..

فحدّقوا في أعينِ الأبطالِ

نصراً، تلمحوني.

أنا الجنوبُ..

ورايتي خفّاقة كالشمسِ..

وأخضرّتْ غصوني.

أنا الجنوبُ..

متى وضعتُ عمامتي..

وأقَمتُ كل الناهضينَ

إلى الحياة..

ستعرفوني.