طفل المغارة

طفل المغارة

وتُســلِمُنا الخســارةُ للخســــارهْ

وطعمُ العيـشِ يا وطني مــرارهْ

وكم حاولتَ يا شــعبي خلاصاً

وكم حوصرتَ من أهلِ القذارهْ

وكنــتَ الأمسَ للدنيــا حروفــاً

وقــد ســيّجتَ بالنور الحضارهْ

كأنّ الحـقَّ يقتــــــــلُ طالبيـــــهِ

وسـيف الظلـمِ سلطان الجــدارهْ

ومذْ كانَ الزمــانُ رضيعَ مهــدٍ

ذئابُ القهـرِ قــد رسـمتْ مـدارَهْ

وأوثــــقتِ الجنــاحَ فلا فضـــاءٌ

لأهـــلِ العـــزّ يمنحهمْ ديــــارهْ

كأن الراكضيــن وراء عـــرشٍ

يبيعــونَ التنسّــــكَ والدعـــارهْ

ويشــرونَ البـلادَ بغــيرِ حـــقٍ

لهـذا الحكم في وطني اسـتعارهْ

وتـاجُ الحكـمِ ليسَ صنيـعَ شـعبٍ

ولا الكرســيُّ أو لقَـــبُ الإمـارهْ

رفعـتُ الأمـــرَ للرحمــنِ دهـراً

فغـضَّ الطــرفَ عنّـــا واسـتدارا

بـلاطُ الحكــمِ تحرسـُهُ شـــيوخٌ

قسـاوسـةٌ ، وربٌّ من حجــارهْ

وراعـي القـومِ سمسـارٌ لــذئـبٍ

ووحشُ الغـاب أصبـحَ مستشارهْ

أنـا يا شـعرُ قـد فوّضتُ صبـري

لنبضِ الناسِ فاشــتعلـتْ شـرارهْ

وكـانت ثورةُ الأحـرارِ حبـــري

وبعـضُ الحبـر يـُـدمـي من أثارَهْ

طلبتُ العـونَ من رمـلٍ وبحــــرٍ

وغيــثٍ كم أنا أرجــــو انهمارَهْ

وقلـتُ الحـقُّ سـوف يقيـــمُ حـدّاً

لبطـشِ الـذلّ ، مقتحــماً إســارهْ

وقلـــتُ الظـلم مرهــونٌ بعتــــمٍ

ونصر الشــعبِ موتٌ أو منـارهْ

فلا ارتـدعَ الفســادُ وبات أعتى

ولا انكفـأتْ مخـالبُــه المثــارهْ

فيــا ربّــاهُ ، لــو أوكلـتَ ربّـاً

سـواكَ اليـومَ يعطينـا الإشارهْ

فكـلُّ الشـعبِ بـات اليوم طفلاً

بلا ماضٍ وألســـنةٍ مُـــــدارهْ

بلا نسّــبٍ لأفكـــــــارٍ وإرثٍ

توارثنـاهُ قـد عِفنا اجتــــرارهْ

غداً نمشـي إلى اللقيــا خفـافـاً

بــلا أغـلال تثقـلُ واســتخارهْ

فـوسّـعْ مهـدَكَ الضـوئيّ قلبـاً

وهـدّ البــابَ يا طفـلَ المغارهْ

فخلفَ البـــابِ صلبـانٌ وقهـرٌ

وأدري ليس تنسـدل الستارهْ

كتبتُ: الشعبُ كان بديلَ شعري

وأرضـى الموتَ كي أُنهي العبارهْ