رسالة مفتوحة الى سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان: ميسم حمزة

رسالة مفتوحة الى سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان: ميسم حمزة

ان تكون مفتي الجمهورية و الرئيس المباشر لجميع رجال الدين المسلمين السنيين والمرجع الاعلى للاوقاف الاسلامية ، يعني ان تكون على مسافة واحدة من ابناء الطائفة كلها، لا ان تكون تابع لا لشخصية سياسية سنية ولا لحزب سياسي واحد .

ان تكون مفتي الطائفة السنية يعني ان تحمي هذه الطائفة على المستوى الديني لا ان تكون من موقعك كمرجعية دينية معول الهدم لاتفاق الطائف الذي يحفظ للطائفة السنية دورها في السلطة التنفيذية 

في السابق اي لو عدنا بالتاريخ الى ايام الانتخابات، فقد جمعت كمفتي المشايخ في دار الافتاء، وتحدثت بلسانهم لتعلن المبايعة لرئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري، والتي امتعض منها العديد من المشايخ الحاضرين لانها خروج عن دورهم الديني التوجيهي لعموم المسلمين السنة واليوم، وفي سابقة خطيرة استمرارا لنهج الارتماء في احضان الحريرية السياسية قمت بالتدخل المباشر في تسمية رئيس الحكومة اللبنانية في مخالفة فاضحة للدستور اللبناني واتفاق الطائف، وساهمت في حرق اسماء مرشحة وكانك اختزلت الطائفة السنية بشخص واحد، الامر الذي يضعف القدرات والكفاءات داخل هذا المكون الوطني ويلغي دوره التاريخي بانه دور جامع توحيدي وأساءت الى مرجعية دار الفتوى بأنها لجميع المسلمين السنة، فالبعض وقف معك ابان انتخابات الافتاء كي لا يحدث انقساما داخل هذا المكون الديني، الا انك بهذا الموقف تسهم في شق صفوف المسلمين السنة ونظرتهم الى مرجعية الدار التي يقتضي ان تكون على مسافة واحدة من جميع ابنائها 

مع العلم يا صاحب السماحة بأن ابناء السنة ليسوا مجمعين على سعد الحريري وان نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة اثبتت ان اكثر من 40 % من الطائفة السنية هم خارج عباء الحريرية السياسية واليوم تجاوز العدد النصف على الرغم من محاولات الحريري للسيطرة الكاملة على هذه الطائفة الكريمة عبر افتعال احداث بالخفاء واعلان مواقف سياسية بالعلن لا تنسجم مع قطع الطرقات واعمال الشغب التي يقوم به مناصري الحريري وتياره الازرق 

سماحة المفتي لا نص يشير الى وجود غطاء ديني لشخصية سياسية تتولى رئاسة الحكومة ، فهذا التدخل هو من خارج صلاحيات دار الفتوى وضرب لاتفاق الطائف والدستور اللبناني 

سماحتك، الانحياز الى من ساهم بالفساد المالي واوصل البلد الى هذا الدرك يطرح العديد من التساؤلات ويضعك في موقع لا يليق بموقع الافتاء