فلنأخذ من الوحدة العبر لمواجهة ما هو حاصل في الوطن العربي: ميسم حمزة

 فلنأخذ من الوحدة العبر لمواجهة ما هو حاصل في الوطن العربي: ميسم حمزة

شكلت الوحدة التي صنعها الوحدويون العرب عام 1958 بقيادة رمز النضال القومي جمال عبد الناصر، الجسر الذي عبرت فوقه هذه الجمهورية الجديدة، نحو مستقبل واعد للامة العربية، على طريق الحرية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، متحدية بذلك حلف بغداد الذي كان قد حاصر سوريا بحدودها البرية المختلفة، مهيئة لاسقاط هذا الحلف وفي بغداد نفسها، ومتيحة لليمن الفرصة لكي ينطلق الى آفاق عربية واسعة، وممهدة لأوسع حركة سياسية قادتها الامة العربية في القرن العشرين بقيادة جمال عبد الناصر. فكانت منظومة دول عدم الانحياز ومنظمة الوحدة الافريقية، وكانت ثورات التحرر الوطنية على امتداد العالم الثالث كله، في آسيا وافريقيا واميركا اللاتينية، فأضحت الجمهورية العربية المتحدة المرتكز للحركة التحررية العربية والعالمية، وشكلت بحق الدولة التي تحمي ولا تهدد ، تصون ولا تبدد، تشد ازر الصديق، وترد كيد العدو، ولقد اعطى لقاء مصر وسوريا لهذه الدولة الوحدوية اشعاع عربيا تحرريا كانت له اثار اقليمية ودولية كبرى، وخصوصا على الكيان الصهيوني، الذي عبّر قادته عن غضبهم ومخاوفهم من هذا الوليد الوحدوي بقيادة جمال عبد الناصر، الذي وضع "اسرائيل" بين فكيّ كماشة ،ونحن اليوم نأسف ان يصل الوضع العربي الى هذا الدرك، حين تقرر مصر سحب سفيرها من سوريا، متزامنا مع ذكرى وحدة عام 1958 وكأن الاستعمار يوجه رسالة الى العرب بايد عربية، بأن الوحدة ممنوعة ،ولقاء الاخوة والاشقاء امر محرم.

فبنت الجمهورية العربية المتحدة الوجه القوي للأمة العربية، وهو الأمر الذي يجعلنا نقف اليوم أمام ذكرى الوحدة آخذين منها العبر لما هو حاصل اليوم في الوطن العربي، من تقسيم المقسم، ومن فتن طاغية هي ابعد ما تكون عن السياسة والوطنية، ومن العمل المخطط على اضعاف جبهة المقاومة ضد الكيان الصهيوني، ومن زحام من بعض الأنظمة العربية على تلقف كلمة السر الاميركية، التي هي دائما في خدمة الصهيونية ومشاريعها لاسيما من خلال تنفيذ ما يسمى اليوم بصفقة القرن التي يراد عنها اعطاء من لا يملك الى من لا يستحق.

في ذكرى الوحدة نفتقد قائدها جمال عبد الناصر ، الذي كلما مر يوم اضافي على غيابه، كان الفراغ اكبر وكانت الحاجة اليه والى مشروعه اكثر، فهو شرط حياة للمستقبل حيث أنه لا مستقبل لهذه الأمة بغير الوحدة العربية.