الضاحية «تواجه» الـ«كورونا»: خطة طوارئ ومراقبة للحجر المنزلي

الضاحية «تواجه» الـ«كورونا»: خطة طوارئ ومراقبة للحجر المنزلي

مع خروج فيروس «كورونا» من دائرة «الاحتواء»، باشرت بلديات الضاحية الجنوبية لبيروت سلسلة إجراءات وتدابير لمواجهة الفيروس، بهدف حصر بقعة تفشّيه. إجراءات ستكون هذه المرة على مستوى ما وصلت إليه حال الوباء، لا على مستوى التوعية فحسب.

أمس، انتهت على الورق خطة «متابعة احتواء تداعيات فيروس كورونا في الضاحية الجنوبية» التي جمعت إلى اتحاد بلديات الضاحية والبلديات القائمة في نطاقه، هيئات المجتمع المدني من جمعيات صحية (الهيئة الصحية الإسلامية، جمعية الرسالة، الإسعاف الصحي، ومراكز الرعاية الصحية الأولية) وغيرها. المطلوب من الخطة هذه المرة ليس القيام بحملات التوعية فقط، بل تأليف خلية أزمة لإدارة المرحلة المقبلة، بالتنسيق مع وزارة الصحة ومحافظة جبل لبنان، للحدّ من انتشار الوباء، وفق ما يؤكد مدير الخلية زهير جلول. وابتداءً من اليوم، تبدأ الفرق المعتمدة بدورة تدريبية على أداء مهامها والانطلاق لتنفيذ الخطة ميدانياً.

تنطوي الخطة على ستة محاور: التوعية والإعلام، التبليغ عن حالات، نقل المصابين، الحجر المنزلي. إجراء الإقفال والتوثيق، وتحت مظلة تلك المحاور، من المفترض أن يبدأ العمل مع شرطة اتحاد البلديات والبلديات على كيفية مؤازرة الصليب الأحمر، وهي الجهة المخولة نقل المرضى إلى المستشفيات المعتمدة من قبل وزارة الصحة، تحسباً لوقوع إشكالات من أي نوع. تأتي بعدها فرق خاصة لتعقيم الأماكن التي يُخلى منها المرضى، كما تعقيم الأماكن المعرّضة كالمستشفيات والبلديات بشكل دوري. ومن المقرر أن تضم الخطة فريقاً خاصاً من ممرضين وممرضات من المراكز الصحية التابعة للبلديات الأربع لمواكبة حالات الحجر المنزلي بحسب المعايير والمواصفات الصحية، واستقصاء أحوال المحجورين ورفدهم بالمعلومات الأساسية ومراقبة المخالفين، وخصوصاً مع تسجيل شكاوى عديدة ضد مشتبه في إصابتهم لا يلتزمون الحجر ويخرجون من منازلهم للتسوّق. ومتابعة هؤلاء تأتي بعد إعداد خلية الأزمة لوائح بأسماء الذين قدموا والقادمين من أماكن موبوءة لمتابعتهم.

لوائح بأسماء الذين قدموا والقادمين من أماكن موبوءة لمتابعتهم


بدأت الخلية عملها سنداً لـ«القرارات الحكومية» التي تصدر تباعاً، ومنها قرارا رئيس مجلس الوزراء رقم 42 /2020 وقرار محافظ جبل لبنان رقم 116 /2020 القاضي بإقفال المطاعم والمقاهي والحدائق العامة ومدن الملاهي. وفي هذا الإطار، تعمل شرطة البلديات على مراقبة الإقفال، تحت طائلة إلغاء التراخيص. كما ستباشر فرق خاصة من المراقبين الصحيين جولات على المحال والمنشآت الغذائية والتجارية التي لم تغلق، لتقديم إرشادات وقائية كل بحسب طبيعة العمل المنوط بها، خصوصاً أن طلبات «الدليفري» في المطاعم لن تتوقف.

إلى ذلك، أغلقت بلديات الضاحية صالات الأفراح والحسينيات والمساجد والمجمعات وعملت على تعقيمها. أما في ما يتعلق بالأسواق المزدحمة، فلا قرار رسمياً بعد بالإقفال، بحسب جلول، ولا سيما السوقين الأساسيين في منطقة برج البراجنة. مع ذلك، يعوّل الأخير على «وعي الناس». والدليل؟ أن «من يزور الضاحية يرى أن الناس التزمت بيوتها، وهذا يلاحظ من حركة السير الخفيفة».

وفي إطار خطة المواجهة، عملت بلديات الضاحية على توزيع نحو 75 ألف منشور للتوعية، وستعلن الخطة عن خط ساخن مركزي يشرف عليه اتحاد البلديات لتلقي الاتصالات والتعامل مع الحالات وفق المقتضى.

رحيل دندش