هل ستنجح الحكومة أم سنغرق جميعا في السواد الاعظم؟؟ ميسم حمزة

هل ستنجح الحكومة أم سنغرق جميعا في السواد الاعظم؟؟ ميسم حمزة

انه لبنان .....

البلد الصغير بحجمه، والذي  يمر اليوم بأزمة اقتصادية واجتماعية خانقة غير مسبوقة في تاريخه نتيجة السياسات المالية والاقتصادية الخاطئة، التي ادت الى انكشاف لبنان ماليا واقتصاديا الامر الذي ترك اثرا بالغ الخطورة على مستوى الحياة المعيشية للمواطن وانخفاض سعر العملة الوطنية  بنسبة عالية، واختلال الميزان التجاري و انكماش التحويلات المالية للبنانيين المنتشرين في العالم، وخسارة اللبنانيين ودائعهم في المصارف

لبنان باختصار ما عاد وطن يمكن العيش فيه بكرامة، وزواريب الهدر والفساد اصبحت كبيرة، والفضائح اصبحت تتصدر الاخبار الصحفية

واليوم وبعد مرور مائة يوم على تشكيل الحكومة ونيلها الثقة، وعلى الرغم من انها حكومة اتت بطريقة مختلفة عن سبيقاتها لاسيما وان المواطن اللبناني لم يعد يحتمل والشارع كان الوسيلة لاسقاط الحكومة التي سبقتها ، الا انها اليوم في امتحان صعب ، فظروف تسلمها مختلفة لاسيما وان الفساد المستشري ، وحتى ولو ارادت القضاء عليه فهي تحتاج للكثير من الوقت لنلتمس الفروقات والتغييرات

ولكن حتى الان يمكننا ان نقول بأن هذه الحكومة وفي العديد من الملفات ضربت بيد من حديد فهل ستكمل هكذا ام ستتراجع وتتخاذل؟؟ هنا بيت القصيد

الحكومة حتى الساعة نجحت في استرداد القطاع الخلوية من الشركتين المشغلتين مع ملاحظتنا على ان الادارة يجب ان تكون للدولة وعدم الوقوع من جديد تحت مظلة شركات الاتصالات الخاصة وابتزازها للمال العام، واحصاء العائلات الاكثر فقرا خلافا للاحصاءات المعتمدة سابقا لتوزيع المساعدات المالية عليها، واجراء تدقيق في حسابات المصرف المركزي والوقوف بصرامة بوجه سياساته، ودعوتها للانفتاح على السوق العربي لسد العجز الداخلي وخاصة سوريا ، ووضعت خلال اربعين يوم من نيلها ثقة ورقة اصلاح مالي ونقدي صحيح ان هناك العديد من الملاحظات عليها ولكنها بداية


فلبنان اليوم يقف امام منعطف خطير بين الاستسلام للعصبيات والمصالح الخاصة للسياسيين وبين الانتصار لمنطق الدولة وانتظام الحياة العامة  فهل ستستعيد الحكومة ثقة المواطنين بها من خلال اجراءات حكومية تخدم المصلحة الوطنية ام ستغرق في السواد الاعظم