باسيل لخصومه والحلفاء: "إحذروا غضبي"

باسيل لخصومه والحلفاء: "إحذروا غضبي"

حظيت مواقف رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل التي اطلقها مؤخراً بإهتمام ومتابعة في الداخل أكثر من اطلالات اخرى غيرها، إذ تضمنت نقلة نوعية وجردة حساب سياسية للمرحلة وما سيتبعها من خطوات، وكيفية تعاطي تكتل لبنان القوي معها من جهة، ولأن باسيل يُعتَبَرُ لاعباً اساسياً ومؤثراً في العديد من الملفات، على الرغم من وجوده خارج الحكومة.

أكثر من هدف اصابه رئيس التيار في السياسة والاقتصاد، وفي محاولته تحصيل "براءة ذمة" من الأحداث والمسائل الساخنة. في الشق الاقتصادي تًقًصًّدَ التصويب على رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورمي مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي في اتجاه تيار المستقبل، واصاب معراب وبنشعي برسائل صوتية حول معمل سلعاتا والاتهام بالتحريض على التيار

في السياسة.

يقرأ المعارضون للتيار الوطني الحر في ما قاله باسيل أكثر من رسالة للخصوم والحلفاء، فهو صَوّبً في اتجاه حزب الله بقوله "أقرب اصدقائنا لم يكونوا معنا في القرارات والملفات"، مُعرّجاً على خيار الشرق ليصحح موقعه المسيحي بالسؤال: "من قال هذا هو خيارنا"، في رسالة تحذيرية واضحة الى حزب الله من انهاء مهمة صندوق النقد الدولي في لبنان، والى الغرب والسفارات الاجنبية بعدم الرغبة بالذهاب الى الخيار المشرقي.

اطلالة باسيل استنفرت قوى الرابع عشر من آذار، فإعتبرت انه أخفق في تبريد الأجواء، كما قام بنسف لقاء بعبدا. وتؤكد مصادر في فريق 14 آذار ان باسيل استحضر هجوماً على كل القوى السياسية في غير سياقه وزمانه الصحيحين قبل وقت قصير من انعقاد لقاء بعبدا، مشيعاً توترات وانقسامات ومتحدثاً بمنطق طائفي مفصّلٍ على قياس الأحزاب، بحديثه عن مناطق لهذا الفريق ومناطق لآخرين.

هدد باسيل كما تقول المصادر، بقلب الطاولة مجدداً ملوحاً بإمتلاكه عدة خيارات وحلولاً للأزمة، وبإحتمال اللجوء الى التصعيد، حيث عَرّجَ على فكرة "تهدئة الشباب" من القيام بأي خطوة، في الوقت الذي لم يخرج التيار الوطني من الضرر والخسائر المعنوية التي لحقت به من جراء التظاهرات والحراك الشعبي.

الهدف الأكبر للقاء بعبدا، هو رسم خط أحمر حول رئيس الجمهورية وقصر بعبدا، وتوجيه رسالة مفادها "احذروا مني وممنوع الاقتراب من التيار الوطني الحر بعد اليوم"، وهذه الرسالة موجهة كما هو واضح للقوى السياسية مجتمعة، ولمن يعادي التيار او يتعرض لمقام الرئاسة الأولى، بالعودة الى المعارضة، وان لزم الأمر التصعيد في الشارع.

أبرز عناوين المؤتمر كانت تخليه عن طموحه الرئاسي وتصوير نفسه بمظهر المتعفف عن السلطة لكسب شعبية العونيين والجمهور. خلفيات "الظهور العجائبي" لباسيل كما يصفه المعارضون له، مرتبطة بالضائقة السياسية التي يمر بها نتيجة خروجه من الحكومة وابتعاده عن الضوء لفترة على خلفية ثورة 17 تشرين الاول، واضطراره يومها إلى الإنكفاء لبعض الوقت، ونتيجة الوهن الذي اصاب التيار الوطني الحر مؤخراً.

قد يكون الخطاب أراح الجمهور العوني، لكنه لم يجد اصداء مهمة لدى الفريق المعارض لباسيل. اذ يعتبر أخصام الفريق العوني ان باسيل يُكرّر نفسه ومعزوفة "الظلم وتعرضه للمؤامرات الكونية"، مردداً مرة أخرى ما سبق وقاله "ما خلونا نشتغل" لتبرير الاخفاقات. كما ان الدفوع الشكلية التي قدمها رئيس التيار تُعتَبَر ساقطة بمرور الزمن وفق الخصوم، لأن أداءه كان نرجسياً في السلطة فخاصم الجميع وانهى تحالفاته ولم يسدّ نوافذ وزواريب وزارة طاقته، وعَرّضَ الاستقرار السياسي لمخاطر، وخرق التوازن الوطني في اكثر من محطة. وهو دائما يحاول مصادرة قرار حكومة الرئيس حسان دياب وفي الوقت ذاته إعلان تمايزه عن الحكومة التي يُشَارِك فيها معللاً ومنتقداً.

ابتسام شديد