مستقبل الشباب اللبناني إلى أين ؟تابيتا غسان الملعب

مستقبل الشباب اللبناني إلى أين ؟تابيتا غسان الملعب

مستقبل الشباب اللبناني إلى أين ؟

مع إرتفاع الدولار ، وإنهيار الليرة اللبنانية وتهريب اموال و رساميل خارج لبنان ، وتفشي كورونا في لبنان , وافلاس بعض الشركات الكبيرة وتضخم الاسعار وإضطرار اغلب المحال والشركات في لبنان الى الاغلاق منتظرين ان تُحل أزمة كورونا العالمية ،و مع الركود الاقتصادي العالمي ، وعدم استقرار امني والتخوف من حروب عدة.

إضطرت بعض الشركات أن تفصل موظفينها لأنها باتت غير قادرة على تأمين معاشاتهم ، بسبب غلاء السلع الاولية وبسبب انعدام القدرة الشرائية عند اغلب المواطنين اللبنانيين.

اضطرت معظم العيل اللبنانية النزوح من بيروت الى القرى بسبب عدم استطاعتهم تأمين أجور البيوت المرتفعة في بيروت وضواحيها، فيقول معظمهم ان التكاليف في القرى تبقى أقل كلفةً من متطلبات العيش في بيروت العاصمة.

لبنان لم يشهد هذا الانهيار الاقتصادي منذ الاستقلال حتى اليوم، هذا الإنهيار الاقتصادي يجبر مواطني لبنان الى التفكير جدّيا بالهجرة نحو بلاد تؤمن لهم ادنى حقوق العيش ، بلاد لا تضطرهم الى الإنتحار بحثاً عن عالمٍ يحتويهم أفضل من بلدهم.

بلاد لا تجعلهم يموتون على أبواب المستشفيات او ينذلون أمام بيوت المسؤولين كي يُحصلون غرفة بسيطة لمريضهم في أتعس مستشفى.

بلاد لا يقفون فيها طوابير ينتظرون شراء ربطة خبز مغمسة بالعار ، عار على دولةٍ لا تحرك ساكناً لو مات الاف من مواطنيها .

عار على دولة مازال وزرائها ونوابها يقبضون معاشاتهم كاملة ونصف الشعب اللبناني يقايض على ثيابه واغراض بيته.

مستقبل الشباب اللبناني لم يعد فقط في خطر بل أصبح مجهولاً تماماً 

يقول سامي ، وهو أب ل ثلاث أطفال أنه طرد من بيته بسبب عدم قدرته على دفع اجار منزله المتراكم عليه منذ ٣ اشهر - اي منذ بداية الحجر المنزلي -

وتوافقه بالرأي الشابة ولاء التي اضطرت الى النزوح الى القرية والمكوث مع عمتها بسبب عدم قدرتها على دفع اجار بيتها الكامن في حي الأمركان ، ريثما تعود الاوضاع الى مجاريها

واجمعت الآراء ان الاوضاع المعيشية باتت اسوء وستغدو اسوء يوماً بعد يوم خاصة في ظل ارتفاع الدولاء وذهاب مصير لبنان الى المجهول.

مستقبل شبابنا الجامعي اصبح مجهولاً ، فلا نعلم أي حين نستطيع ان نعود الى جامعاتنا ، ولا نعلم اي حين نمتحن في جامعاتنا ، ولا اي حين نتخرج !

مستقبل شبابنا بات يخيف حتى الحديث عنه ، أصبحنا في زمن نخاف ان نتكلم ونسأل عن مستقبلنا.

نعيش فقط لنكمل يومنا بخير ولا نتضطر ان نبيع اغراضنا مقابل ان نؤمن قوت يومنا !

نستمع الى أغاني زياد الرحباني في الثمانينات ونستذكر كم كانت حقيقية وكم كانت نظرته ثاقبة الى ما صار و سيصير عليه لبنان 

لبنان لم يعد سويسرا الشرق ، لبنان الذي نتغنى ب مناخه المعتدل وبسهولة التنقل فيه ، وبانفتاح ابنائه ،اصبح اولاده يبحثون عن قوت يومهم في القمامة وبين كلام الفراغ والخيال!

أصبحنا نرى احلامنا من حولنا تتحطم ولا نبالي ، لأن الأمل المحكوم فينا اضمحل ، 

لم نعد محكومين بالأمل كما قال سعدلله ونوس يوماً ، بل أصبحنا محكومين بالموت في أي لحظة .

لم نعد مصابين بمرض يدعى الأمل كما قال محمود درويش يوماً ، بل أصبح مرضنا الوحيد بقائنا هنا على هذه القطعة البالية من الكوكب.

بلاد يولد بها المرء ويتمنى ان يسافر منها في أي لحظة

خاص موقع برس نيوز