للذين فقدوا الأمل: "أنتم الأمل! رنيم عثمان

 للذين فقدوا الأمل: "أنتم الأمل! رنيم عثمان

من منّا نحن القاتمون لم يجلس محدقاً بسقف غرفته مفكراً بالإنتحار؟ من منّا نحن الجثث المتحركة لم يجد من الإنتحار حلاً و نهاية للآلام؟ لقد خطّوا قبورنا و نحن على قيد الحياة لننام فيها ليلاً بعد نهار مظلم، و قالوا أنّ الأموات لا حاجة لهم بالطعام أو الشراب. لكن جزء منّا لم يرضى بسلب حريته قبل الأوان، جزء منا أبصر واقعنا بروح متمردة و أبى أن يكون انتصارهم هو النهاية. لقد عشنا الكثير من الحيوات،جثثاً.لقد كبرنا،هرمت أطفالنا،و أصبحنا فتاتاً نأكلنا عند الجوع،و نبكي.بلادنا هذه لم يأتيها الصيف، بقيت تبكي بغزارة، تعزّينا لموتنا في دنيةٍ دنيّة، لا يلتفت فيها الله للكافرين، و هنا نحن كفرنا عندما رأينا أننا نمل نشيطة وضعونا في صحراء و قالوا أنّ غضبنا سيجعل من الرمل زجاجاً،كما أن جوعنا كافر. لكن و الآن أتى دورنا لنقول،فاسمعوا أصواتنا العالية تثقب آذانكم و تبلغكم أنها لن تختفي لحين قلقكم، و أن غضبنا سيحرق جثامينكم و نبني من رمادها أحلامنا، و أن دموعنا ستغرقكم قبل أن تجثوا راجيين السماح.نحن قوم لم نُعطى فرصة لإمتلاك ما نخسره، فنحنُ و بإذن ألمنا،فائزون. 


فأقول للذين فقدوا الأمل: "أنتم الأمل! و لا مستقبل لسائرنا دونكم، فنحن سلسلة تنكسر بغياب أحدنا." أقول للذين حجبت رؤيتهم الظلال و الضباب: "هذه الحياة لكم، فكونوا الشمس لها." و أقول للذين لم يجدوا السعادة في جيوب معطفهم: "اسعو لإيجادها، فهي ليست بالبعيدة ولا بالقريبة، انها بمسافة الثورة، و الحرية."

موقع برس نيوز