لبنان بين أنقاض الاقتصاد

لبنان بين أنقاض الاقتصاد

يشهد لبنان اسوأ أزمة إقتصادية منذ اكثر من ٣٠ عام، لقد اجتاحت المشكلات هذا البلد الصغير كالسيل الجارف غير آبهة بحجم هذا البلد الذي هو صغير بالمساحة ولكن لديه مشاكل تفوق دول كُبرى، إن المشكلة الكُبرى لهكذا ضائقة سببها الأساسي قبل كلّ شيء شعبٌ صدّق يوماً مقولة سويسرا الشرق، فأرخى أعصابه وماتت همته فيما سويسرا الأوروبية رغم اقتصادها القوي في العالم ألا أن شعبها ينشط في كل المجالات وأولها الإنتاج الزراعي، إن الطامة الكبرى تكمن في مصدر السلطات أي الشعب الذي اعتاد أن يؤجل دائماً عمل اليوم إلى الغد وأنتج أشخاص رفعهم من رتبة ميليشيا الى حكام جائرين يصولون ويجولون على أكتاف هذا الشعب الذي راح ضحية هذه الميليشيات الحاكمة بأمر المال والسياسة الشائكة الضائعة في أنفاق الطوائف والمذاهب والدين، اضحينا أعجوبة الزمان في عصرنا الحديث، فالبلاد التي قامت على كثبان رملية صحراوية لم تجد سوى نفط اكتشفته بالصدفة اصبحت من اغنى دول العالم ، فما بالنا لبنان الذي عرف الزراعة والتجارة والسياحة منذ القدم وشهد البنيان المتطور والصناعات العديدة التي جابت ارجاء المعمورة، وكيف لبلد ثروته المائية الوفيرة وأرضه الخصبة ومناخه الجيد ومؤخراً ها هو يدخل نادي الدول النفطية أن يكون بهذا الشكل من التردي الإقتصادي والمالي و الإجتماعي، إن مسيرة النهوض تحتاج الى أن نعلي عن سواعدنا ونعمل بجدية وأمانة أن يعمل كلّ من موقعه وخبرته وفي كل المجالات ، علينا أن نكون الآن كالمصنع الكبير الذي لا يهدأ ولا يتعب ، دعونا نرمي الاتهامات والتخوين والطائفية خلفنا ونقف خلف معاملنا المتواضعة، ونمسك معاولنا ومحارثنا، ونجلس وراء مكاتبنا يكون همنا الوحيد خطة اقتصادية ثورية نكفي بها شعبنا ونؤمن اللقمة لأولادنا ونسعى لإكتفاء ذاتي قبل أن نصدر منتجاتنا وشعبنا جائع، إن هذه النهضة تحتاج الجميع من كل انحاء البلاد ، إن الجوع كافر فلا تتبعوه ، فآمنوا بقدراتكم واتبعوها فهي الآن طريق السلام والأمان والرخاء.


بقلم الزميل رامي صلح

خاص موقع برس نيوز