رئيس الجمهوريّة مُتفائل بتحسّـن الأوضاع... وتغيير الحكومة "إجتهاد شخصي"

رئيس الجمهوريّة مُتفائل بتحسّـن الأوضاع... وتغيير الحكومة "إجتهاد شخصي"

ما زال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يبث التفاؤل، بان الاوضاع الصعبة والدقيقة التي يمر بها لبنان، ويعترف بوجودها، على كل المستويات المالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، ستتغير وتتحسن نحو الافضل، وان الوقت سيعمل لصالح اللبنانيين، ولكن يلزمنا مزيد من الصبر، اذ يؤكد الرئيس عون لمن يلتقيهم، بانه يشعر مع وجع والم المواطنين، وقد ارتفعت نسبة الفقر في صفوفهم، لا سيما بعد موجة وباء «كورونا» الذي اثر على اقتصاد العالم.

فالازمة المالية للدولة، وتعثر النمو الاقتصادي لم يحدثا فجأة، بل نشأ كل منهما نتيجة تراكم المديونية للدولة على مدى سنوات لا بل عقود، وتعود الى تسعينيات القرن الماضي، نتيجة الاستدانة، وارتفاع الفائدة عليها، بحيث وصلت خدمة الدين العام نحو 6 مليار دولار للموازنة في العام 2020، وهذا يشكل عبئاً على الخزينة، حيث تقدم الخطة التي قدمتها الحكومة الحالية، طريقاً للحل نحو التعافي المالي، وتوزيع الخسائر، وفق ما يسمع زوار من رئيس الجمهورية، الذي عندما يتحدث عن الماضي، فانما للخروج بحل للمستقبل، وانقاذ لبنان من ازمته المالية - الاقتصادية، التي باتت وجودية.

فسعر صرف الليرة امام الدولار، لا بد ان يهبط، ويقف عند سعر قد لا يكون ثابتاً، انما يتماشى مع الاقتصاد الذي تحول الى منتج، فان فاتورة الاستيراد ستنخفض من 20 مليار دولار للعام الفائت، الى النصف اذا زاد الانتاج المحلي في الزراعة والصناعة، وسيخف الطلب على الدولار، بعد ان تحول الاقتصاد الى مدولر، ويتعزز سعر صرف الليرة، وهذا النهج ليطبق يحتاج الى وقت، يقول رئيس الجمهورية لزواره، الذين ينقلون عنه، بان اسعار السلع ستهبط مع زيادة الانتاج المحلي.

هذا التفاؤل الذي يعكسه الرئيس عون امام زواره، يعرف بانه قد لا يترجم قريباً، انما هو تأسيس لسنوات قادمة، لجهة قيام اقتصاد منتج، وتنويع الاستثمارات في لبنان، مع تعزيز السياحة التي تجذب مليارات الدولارات وقد حققت في احد الاعوام نحو 8 مليار دولار، ولكن لا يمكن الاعتماد على هذا القطاع فقط، بل يجب ان يتم التوجه نحو اقتصادات اخرى، ومداخيل، والاستفادة من الطاقات الاغترابية، التي جرى التركيز عليها، لتأتي الى لبنان وتستثمر فيه، لكن «كوفيد - 19»، عطل الخطط الموضوعة في هذا المجال، وسيعاد العمل مع الامكانات الاغترابية، مع استقرار الوضع الصحي في العالم، وعودة حركة الانتقال بين القارات، واعادة فتح الاقتصاد.

ويتوقف رئيس الجمهورية عند الاجراءات التي تتخذها الحكومة برئاسة حسان دياب، لجهة السلة الغذائية ودعمها، كما قطاعات الدواء والمحروقات والطحين، لتأمين صمود اللبنانيين، الذين لم يشهدوا على مثل هذه الازمة، منذ حوالى قرن، وسيخرجون منها، وان الاصلاحات وضعت على الطريق الصحيح، وما التدقيق بالحسابات المالية، الا واحدة من عملية الاصلاح، لانه عند معرفة كيف صرفت الاموال، وما اذا كانت منهوبة، عندها، يبدأ السؤال في القضاء عن الاموال المنهوبة، وعملية استردادها.

ولا يشعر زوار قصر بعبدا، وجود اجواء تغيير حكومي، بحيث ما جرى التداول به اخيرا، عن استقالة الحكومة، وعودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، يدخل في اطار الاجتهادات الشخصية، وان الرئيس عون منسجم مع الرئيس دياب، ويدعو الوزراء دائماً الى مزيد من الانتاج في وزاراتهم ومتابعة قضايا الناس، في هذا الظرف الدقيق، الذي لا يحمل الترف، واستهلاك الوقت الذي يجب الاستفادة منه.

كمال ذبيان