وطن النجوم صار وطن الذل والموت..سامية اسماعيل

وطن النجوم صار وطن الذل والموت..سامية اسماعيل

ي كل يومٍ تقريبًا نسمع أخبارًا تسقط على إثرها حكوماتٌ وسلطات، لكنه لبنان إستثنائي دائمًا ومتفرد، لا يُشبه الشعب اللبناني أي شعبٍ آخر، فقد اعتاد هذا الشعب "العنيد" على أخبار الموت والذل.

أن يموت طفلٌ بسبب السلاح المتفلت، أن يموت طفلٌ آخرٌ على باب أحد المستشفيات، أن يُغتصب طفلٌ وطفلةٌ دون أن تحرك الدولة ساكنًا، وأن يُقايض الناس أغراضهم من أجل تأمين الطعام لأطفالهم في القرن الواحد والعشرين.


شعب استثنائي كهذا الشعب لن تهزه أيًّا من هذه الأخبار، لن يهتز إن أقدم أحدهم على الإنتحار لأن كل الأمور هنا أصبحت تفوق قدرته على التحمل، بل سيسخرون منه مع أنهم يعانون هم أيضًا! لن يهتز أحدهم لأنه لا يملك ثمن رغيف الخبز.


لن يُصبح هذا الشعب "العنيد" عنيدًا فعلًا في وجه من سرقوا منه أحلامه وحولوها إلى رمادٍ ينثرونه في الهواء أمامه بكل وقاحةٍ، سيبقى هذا الشعب الذي يرى في ثقافة الخضوع والرضوخ ملاذًا آمنًا والذي يلعب دور المتفرج الأبكم يعيش في دائرة الذل والموت طيلة حياته.


لا أمل في هذا الوطن الذي تخلى عنه الجميع, بعضهم من أجل حفنةٍ من الدولارات التي لن يحملوها معهم إلى القبر، والبعض الآخر من أجل حذاء زعيمٍ يبلغ ثمنه أضعاف ما ينتجونه في عامٍ واحدٍ، زعيمٌ يعيش في قصره المُبرَّد يأكل ما لذ وطاب له بينما هم لا يستطيعون النوم من شدة الحر ولا يستطيعون تأمين قوت يومهم.


ألن يبصر هذا الشعب الوعي يومًا؟

ألن يفهموا أن الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس وأن الحياة تليق بهم ؟

ألا يعرفون أن للإنسان حقوقًا وأحلامًا تتعدى حدود الجوع!


المقال خاص الموقع