لضحايا الفساد: "لروحكم السلام، و للمستفيدين من موتكم الجحيم: رنيم عثمان

لضحايا الفساد: "لروحكم السلام، و للمستفيدين من موتكم الجحيم: رنيم عثمان

كتبت الزميلة رنيم من موقع برس نيوز

من سويسرا الشرق إلى فندق سيء الخدمة، إلى حفرة الموت. هكذا يبذل حكام الفساد جهدهم و يكرسون طاقاتهم، لهلاكنا. فيصبح المواطن اللبناني سلعة يُتاجر بها مقابل فُتاة عيشه، يؤكل حقه في أوانيهم من فضة -تلك المسروقة من جيوبنا- أو يموت، ولا تكون تلك تجربته الأولى. هذا عهد سُميّ بالقوي، أجل لقد كان قوي، علينا.


فيشهد لبنان موطن العقول و الأدمغة نقص ملحوظ للضمير. حيث حصدت الآونة الأخيرة وفاة طفل أمام مستشفى الحكومة في مدينة طرابلس و ذلك بعد رفض إدارتها إستقباله و معالجته لعدم توفّر التكاليف المطلوبة. كان هذا مشهد لم يحرك ضمائر أفراد الطواقم الطبية لمساعدته، ولا أفراد الجيش اللبناني الذين بدؤوا بالتخابط مع جثة متحركة تحمل بين يديها جثة صامتة طالبين منه الغروب من أمام باب المستشفى، فهل تلوّح الأطفال لهم منادين "الله معك يا وطن" بعد الآن؟


و مشهد آخر في مسرح الفضيحة يقتضي على وفاة الطفلة "ريحانة شقير" -التي عانت من الإختناق أثناء الإستحمام- من مدينة بعلبك نتيجة عدم توفر الإوكسجين في عدد من المستشفيات البقاعية، لتصل الأم بعد ثلاث ساعات من البحث عن الأوكسجين إلى جسد هامد بين أحضانها و أوان قد فات.


ولا يخلُ الذكر من العائلة الجنوبية المؤلفة من أربع أفراد في البازورية، التي طال إنتظارها في أروقة مستشفى الحريري ساعات إثر إصابتها بفايروس كورونا، فكان الجواب أن المستشفى تعجز إدخال الإبن لعدم حوزته إخراج قيد بإسمه، فردّت الأم: "يا منفوت كلنا، يا ما حدا". و قد خرجت العائلة من المستشفى بعد أن بلغ الصبر حدّه، لكن المفاجأة كانت أنّ أحداً لم يمنعهم من المغادرة!


كما يحمل الشهر هذا بين صفحاته القاتمة طفلين ضحايا لرصاص طائش و عشوائي دون الإلتفات لمحاسبة المعنيين، و إغتصاب مكرر لطفل لم يتعدى المراهقة من مراحله. فبأي حق على اللبناني إطلاق إسم "الوطن" على مزرعة كالتي نعيش فيها؟ هل رخصت أرواح الشعب لنعتاد على مواقف مماثلة روتيناً بيننا؟ هل ستبقى الجثث في حفرة الموت صامتة الحق و عالية الذل؟! 


لضحايا الفساد: "لروحكم السلام، و للمستفيدين من موتكم الجحيم."