مرعي: ثورة يوليو لخصت روح ومبادئ الحضارة العربية والإسلامية بأجمل معانيها السياسية والإنسانية

مرعي: ثورة يوليو  لخصت روح ومبادئ الحضارة العربية والإسلامية بأجمل معانيها السياسية والإنسانية

كتب نائب رئيس حزب الاتحاد المحامي احمد المرعي

لم يكن تحرك الضباط الأحرار فجر الثالث والعشرين من تموز عام 1952، تحركاً ناتجاً عن أزمة داخلية، وإنما كان نتاج الوعي المتقدم لدى جمال عبد الناصر وإدراكه لأهمية التغيير الثوري نحو مجتمع الحرية والعدالة والمساواة، والعودة بالأمة العربية إلى وضعها الطبيعي في وحدة سياسية متكاملة تستند إلى الروابط القومية الجامعة من وحدة اللغة ووحدة التاريخ والآمال والوجدان والأهداف والمصالح المشتركة، إنها الروابط التي تصاغ على أساسها الدول والحدود السياسية.

ولقد كان اغتصاب فلسطين أحد الدوافع الأساسية لثورة يوليو المجيدة، وشكلت باعثاً أساسياً لثورة حقيقية قادها ضباط أحرار ولكن بإرادة جموع المصريين والعرب، فلم تكن انقلاباً عسكرياً بل ثورة تغيير هدمت النظام الملكي السابق سليل الأسرة الألبانية، وأعادت السلطة إلى اصحابها الحقيقيين واعطت الدافع الاساسي لعودة مصر إلى دورها الرائد في محيطها العربي، مسهمة في تحقيق أمن قومي عربي واجه العدو الصهيوني بجسارة وقوة الإرادة الشعبية العربية التي تجاوزت النظم السياسية العربية التابعة للمركز الاستعماري الذي أنشأها، وأعاد للعرب دورهم كشركاء في الساحة الإقليمية والدولية.

ولقد مارس جمال عبد الناصر العمل السياسي بأخلاق ثورية ورفَضَ المنهج الميكافيلي في أدائه النضالي معتمداً على مبدأ مستمد من قيمنا الدينية السمحاء وثقافتنا العربية المستنيرة معتمداً على مبدأ أخلاقي بأن تتناسب أساليبنا شرفاً مع غاياتنا.

باختصار لقد لخصت ثورة يوليو روح ومبادئ الحضارة العربية والإسلامية بأجمل معانيها السياسية والإنسانية

                                                                             خاص الموقع