الانفجار المروع الذي سبب كارثة وطنية نتيجة تخزين مواد نترات الأمونيوم بطريقة غير علمية وإبقائها لسنوات طويلة،  دون إتخاذ اجراءات للتخلص منها هو إهمال فاضح قد يكون استفاد منه من يضمر شرا للبنان وفجره  بأدواته ووسائله الخاصة  او نتيجة خطئ بشري قد سبب هذه الكارثة الوطنية الكبرى، وادى الى ما ادى اليه من خسائر في الارواح والممتلكات، واوجد حالة رعب انتابت اللبنانيين ودمر اهراءات القمح، وأخرج مرفأ بيروت عن العمل وهو المعبر الاساسي الى الخارج، وكأن لبنان لا تكفيه ازماته الاقتصادية ومقاومته للاوبئة حتى يأتي الاهمال والاستهتار وعدم المبالاة ليضيف الى مآسيه مأساة جديدة .

واذا كنا نطالب بمعاقبة المسؤولين عن هذا الإهمال، وإنزال اشد العقوبات بهم وعدم توفير أي حماية لهم، فأننا نطالب بوحدة اللبنانيين جميعا أمام هول ما جرى وليس بتقديم الاستقالات من المجلس النيابي، والانطلاق بوحدة موقف وطني لانقاذ البلاد، فبغير هذه الوحدة لا يمكن الوصول الى الانقاذ الحقيقي،  بعيدا عن المهاترات ودعوات الاستعانة بلجان تحقيق دولية من أجل اخضاع لبنان الى وصايات خارجية في استغلال سياسي فاضح لهذه المأساة الوطنية ، لان الانقسامات الداخلية كانت على الدوام سببا لخراب البلاد الذي يستفيد منه اعداء الوطن.

إن حزب الاتحاد اذ يشكر من أبدى استعداده لتقديم العون للبنان، يدعو الاشقاء العرب والدول الصديقة الى المبادرة السريعة لمساعدة لبنان على تخطي تلك الكارثة ، ويقدم التعازي بشهداء الوطن ويتمنى الشفاء العاجل لكل الجرحى ، ويطالب الدولة اللبنانية باجراء مسح ميداني للتعويض عن المتضررين، والاسراع بمحاسبة المسببين وتعليق المشانق لكل مسبب لهذه الازمة الانسانية، لان موقع المسؤولية الادارية والقضائية ليس تعبيرا عن إرادة المرجع السياسي وحماية مصالحه داخل هذه المواقع الرسمية ، وإنما مسؤولية وطنية ترتبط بإدارة مرافق عامة تصون الحياة العامة في البلاد