إذا جُرحت الأُم على الإبن أن يقتُل. -سامية إسماعيل

إذا جُرحت الأُم على الإبن أن يقتُل. -سامية إسماعيل

"نعم لن نموت ولكننا، سنقتلع الموت من أرضنا"..

بعد مرور عشر أيامٍ على فاجعة بيروت أستمع إلى هذه الأغنية، عشر أيامٍ لم تتوقف فيها يدي عن الارتجاف، لم أخلو بنفسي دقائق إلَّا وكانت الدموع رفيقتي في خلوتي...

عشر أيامٍ مرت يا حبيبتي دون أن أكتب حرفًا، لم أستطع، لا أعرف ماذا أكتب، حروف الأبجدية جميعها لم تُسعفني، لغات العالم كلها لن تكفيني.

ماذا أكتب يا عزيزتي؟

قتلوكِ؟

كلا، لا أؤمن أنكِ شهيدة، أؤمن أنكِ جريحة، وشعبُك الفقير يحاول تضميد جراحك، حاولوا اغتيالك لكنهم ككل مرةٍ فشلوا، أذكر الآن أُغنية الراحل ذكي ناصيف " مهما يتجرّح بلدنا، منلموا لو كنا قلال.."، نعم يا عزيزتي، نُحاول الوقوف إلى جانبك، نُحاول الإمساك بيديكِ لعلها تتوقف قليلًا عن الإرتجاف، نُحاول احتضانك وتقبيل جبينك لعلَّ نبض قلبك يهدأ قليلًا، إنها محنةٌ يا أُمي، أصدَّقتي الآن كم يُحبكِ أبنائك؟

أعرف أن وجعك الآن مُضاعف، حاولوا قتلكِ، والبعضُ من أبنائكِ تخلوا عنكِ، لم يأبهوا لجراحكِ وساروا خلف القطيع، لكن لا تحزني ف تحتَ السقف الواحد هُناك ابنٌ بارٌ وابنٌ عاق، لا تحزني يا عروستي لن نترُكَ يدكِ، سنحتضنكِ طالما فينا نفسٌ حي، فلتشهدي يا بيروتَ كيف يمدُّ الفقير يدهُ ليُساعد الفقير، كيف نهشوا لحمكِ ولحمنا، كيف قتلونا وهم يُحاولون قتلكِ -لكننا صامدون- كيف سيُزهر دمُ الشهداء(أبناؤكِ-إخوتنا) حُبًا وانتقامًا، فلتشهدي يا أمنا، عارٌ علينا أن ننسى، من غير المسموح أن ننسى، إذا جُرحت الأُم على الإبن أن يَقتُل..