دفنت الكثير من ذاتي في الايام التي مرت ولن تعود

دفنت الكثير من ذاتي في الايام التي مرت ولن تعود

انه الليل..

الرفيق اليومي لذكرياتي، مجرد ذكريات غريبة ومبعثرة، تقلقني وتدفعني الى السهر كل يوم،

وانا.. من أنا

غريبة عن حالي وامنياتي

طفلة كبرت تصارع الخوف، تحلم، تتمنى، تنكسر، ثم تعود لتعمل على لملمة الجراحات وتحلم من جديد وتتمنى من جديد لتنكسر مرة اخرى...

فمن انا ما عدت اعلم

ايام تمر فارغة، واحلام عاشت في الظلام، وامنيات لم تر النور، وللمرة الاولى مسكت قلمي كعادتي لاداعب الورق بامنيات اتمنى تحقيقها، والم اريد ربما تسطيره على ورق يخف قليلا او يتلاشى

ولكنني وجدت مخزون حروفي فارغاً، لا ادري ربما فرغ قاموسي من الحروف التي استهلكتها يوميا على مر السنوات ، بعضها في العمل، وبعضها في الماضي، وبعضها في الامل والامنيات والافكار التي لا تتوقف عن العبث بما تبقى مني في الاستعداد للمستقبل ...

فاغمضت عيناي علني احاول البدء من جديد

تذكرت ... 

فانسابت مني الحروف لتسطر المشهد كما هو

تذكرت تلك النظرة، تلك اللمعة، ذاك الوجه المغطى بالشعر وتلك الابتسامة البلهاء التي ارتسمت على وجهي عندما التقيته للمرة الاولى... 

وتذكرت حالي... نعم أنا...

فيعود بي الزمن الى ذكريات جميلة جمعتني بأشخاص كانوا موجودين في حياتي ورحلوا ، رحلوا وكأن شيئاً لم يكن، رحلوا ليتركوا القلب يصارع الذكريات المؤلمة التي احاول التخلص منها عبثاً فكلما اختليت الى ذاتي انقضت عليي كالذئب الكاسر لتجعلني استيقظ من جديد ,,, وادخل في دوامة لا نهاية لها مهما حاولت..

وكيف احاول ، وما الذي على قلبي ان يتناساه ليشعر بأنه بخير، فاجلس لاعد تلك الايام التي لا اعرف ما الذي ستحمله لي بعد اليوم ،، لاحاول مواساة قلبي على الم الماضي واعده بأيام قد تكون اجمل، ولكنني ما البث ان اكتشف انني قد تغيرت.... تغيرت كثيراً

فقد دفنت الكثير من ذاتي في تلك الايام التي مرت ولن تعود، وفقدت الكثير من براءتي مع الوقت، فمع كل دقة من دقات القلب حكاية، وذكرى، يوما جميلة ويوما قاسية ويوما قاتلة..

ميسم حمزة