مجدل عنجر وبشرّي والحلّانيّة: الفيروس يمكن أن يكون «مزحة»!

مجدل عنجر وبشرّي والحلّانيّة: الفيروس يمكن أن يكون «مزحة»!

منتصف أيار الماضي، عُزلت بلدة مجدل عنجر في البقاع الأوسط عن محيطها. في تلك اللحظة، لم يكن ثمّة خيار آخر يمكن القيام به، في ظلّ تسجيل البلدة يومياً عشرات الإصابات بفيروس كورونا، فكان قرار وزارة الداخلية والبلديات وضع البلدة قيد العزل، تحت حكم «العسكر». لأسبوعين كاملين، عاشت مجدل عنجر مفصولة عن محيطها، ولكنها استطاعت مع ذلك أن تنجو.

أمس، بعد مرور أربعة أشهر على التجربة، قررت وزارة الصحة العامة أن توصل للناس رسالة من مجدل عنجر، البلدة التي تغلّبت على فيروس كورونا، مفادها أن «الكورونا ليست مزحة»، في إطار حملة التوعية التي تبدأها من البلدات التي عاشت العزل قبل أن تنجو منه، ومنها مجدل عنجر والحلّانية وبشرّي.

المحطّة الأولى أمس، كانت من المجدل، حيث روى ناسها، المتعافون منهم من الفيروس، ما عاشوه، ليس لمجرّد «الحكي»، وإنما للتوعية. الرسالة التي حاول إيصالها هؤلاء أن «الكورونا ليست مزحة». هذا ما قالته السيّدة العائدة من الموت. عودتها من الموت ليست تفصيلاً عابراً، وإنّما للدلالة على أنّ الفيروس «قد يقتل إن لم نتّخذ إجراءات الوقاية»، تردف. سيدة أخرى روت تجربتها مع الفيروس. تحدثت عن الألم كأنه يحدث للتوّ. تعترف: «الكورونا شي بيوجّع»، من دون أن تقدر على وصف ذلك الوجع الذي كان «كبيراً جداً». سيدة ثالثة قالت «أوعا تفكروا إنو المستشفى أحلى من البيت»، لتختم حديثها بالقول «خلّيكن بالبيت حتى ما تضطرّوا تدوقوا يلّلي عشناه بالمستشفيات».

حكايا كثيرة رواها المتعافون. لكن، كان يمكن تفاديها بإجراء واضح: الوقاية. وهذه الكلمة لا تعني أكثر من الالتزام بالإجراءات البديهيّة من ارتداء الكِمامة وغسل اليدين والتعقيم والتباعد الاجتماعي.

اليوم، يروي متعافون آخرون تجاربهم مع الفيروس في بلدة الحلّانية، وهي واحدة من البلدات التي استطاعت أن تتغلّب على الفيروس، ومن بعدها تأتي قصص المتعافين في بلدة بشرّي التي اختبرت هي الأخرى العزلة.

ثلاث تجارب ناجحة تثبت أن أدوات المواجهة في متناول أيدي الجميع، وهي كفيلة بأن تجعل الكورونا مجرّد «مزحة» عابرة. لكن، حتى هذه اللحظات، لا تنسحب هذه النجاحات على أماكن أخرى لا يزال الناس يتعاملون فيها باستهتار مع الفيروس، برغم ارتفاع أعداد الإصابات فيها. وهذا ما ترجم أمس بالأرقام التي حملها عدّاد كورونا، والتي بلغت 1027 إصابة، وهو ما يرفع عدد الإصابات الإجمالي إلى 18 ألفاً و720. إلى ذلك، كان حال عدّاد الوفَيات أمس مطمئناً، مع تسجيل وفاة واحدة فقط.

وفي ظلّ ارتفاع نسبة الحالات الإيجابية من الفحوصات إلى ما فوق 8%، أوصت لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائيّة لفيروس كورونا، بتأجيل تاريخ التعليم الحضوري للطلاب في المؤسّسات التعليميّة مدة 14 يوماً، مع استثناء الامتحانات الرسمية بكل مراحلها. ويأتي ذلك «بالتوازي مع العمل من قبل الإدارات المختصّة على رفع درجة الالتزام بالإجراءات والتدابير الوقائيّة من الفيروس ووضع خطّة لتحديد البلدات ذات نسبة الإصابات المرتفعة ونسبة الحالات الإيجابيّة ليصار إلى إجراء اللازم بخصوصها».

الاخبار

راجانا حمية