لا تكن منطقيا...كن ثائرا في قافلة (لا..)

لا تكن منطقيا...كن ثائرا في قافلة (لا..)

خورشيد الحسين


 مصطلحات يتمسك بها المضلون ويلقونها في أي ساحة أو مساحة متاحة ﻹعلان الهزيمة وبروجون لها من خلالها ،ليس من السهل أن تحاور أو تناقش أذناب اﻷنظمة التي هي أصلا أذنابا وأدوات تدمير بيد الصهيو_أمريكي .

كن متطقيا !!! يلقيها ونسمعها فمنا من يسخر ومنا من يريد أن يكون منطقيا!!! وكما في مسرحية مدرسة المشاغبين نضخم السؤال ونفخم الكلمة ونفرغها من مضمونها حد التفاهة المضحكة بكوميديا سوداء ونسأل السائل والمسؤول عن ماهية المنطق المقصود ،وفي لب اﻹجابة تكمن مصيبتنا ويتعمق مصابنا.

كن منطقيا في الصراع مع الصهبوني،تتشعب فرض هذه المقولة على كل من يقف في خندق المواجهة،سواء من أتاحت له ظروف المكان والمعطيات العامة للمفاومة بالسلاح وصولا لمن يقف الموقف المقاوم بالرفض في قلبه وهو ليس أضعف اﻹيمان في هذا الزمان بل من القوة بمكان يساوي البندقية وإن مات قهرا فهو شهيد.

فالمنطق المقصود هو الرضى والتعامل مع موازين القوة بمفهوم آخر يفرضونه عليك وهو كن واقعيا ومنطقيا والتزم الهزيمة بشروط المصطلحات التي تفتك بمواقع قوتنا ونرضى بطأطأة الرأس ونسلم بهزيمتنا حيث المصطلحات تجتاح وطن الأمل والثقة بأنفسنا وبعدالة قضايانا وتحتل وعينا وتقصيه وتبني منظومة استعمارية تمسك بنظامنا النفسي والفكري والثوري وتحل نظاما الغائيا بحولنا الى عدم في موهوم ينكر موجودات فاعلة إلا في إطار وسياق إرادتهم المسلوبة فيلحقون بها إرادتنا وهي المقصود الفعلي ﻷهداف السالب.

كن منطقيا وكن واقعيا !!! لا يكفي ..كن عمليا،وهي نقطة اﻹنطلاق من جثة (المنطقي والوافعي) كي تتحرك في عنوان الطاعة في خدمة قاتلك وتدفن نقسك، فرائحة الجسد المتعفن في منظومة اﻹستسلام تؤذي مشاعر قاتلنا.

هذا واقع الحال في وباء النسف والتدمير ﻹدراكنا أزمة وجودنا في صراع البقاء الذي نواجه تحدياته على مستوى اﻷمة،فاستهداف الوعي بالذات و التاريخ وحقائقه وعلاقته بالبعد الجغرافي و ارتباطه بمصادر فوته الروحية والمعنوية في العمق الديني يتعرض للتفكيك الممنهج ونكث نسيج الهوية العربية وتفكيك روابطها وعزل مكوناتها عن بعضها البعض لمحو ملامح وتفاسيم وسمات هويتنا ونثرها في سوق البغاء اﻷممي ومصالحه برعاية قوادين اﻷمة وتجار الدم وسماسرة اﻷرض مقابل تاج السلطة واﻹمساك بثروات الهيكل.

هذا المنطق المشبوه والملتبس وبثه في اﻷذهان يهدف لترويض تمرد من تبقى في قافلة (لا) وتطبيع قدرته على رفض الواقع باسم الواقعية ذاتها في تخريج شيطاني للبصم على شهادة وفاة أمة حية ،وهنا يكمن سر الثورة.

الثار يثور ﻷنه مظلوم ويثور ﻷنه صاحب حق مسلوب ويثور ﻷن الواقع يفترس وجوده ويثور ﻷن المنطق وفق القوادين وقاموس العهر بدعوهم لﻹذعان ويثور ﻷن هويته إن لم يمهرها بالدم ويختم فوق جبين كرامتها قسم شهادته سيسلبها سراق التاريخ ويثور ﻷن أديم اﻷرض هو جسد اﻷجداد ويثور ﻷن اﻹرث أمانة في عنق المؤتمن ويكفر بالتفريط ويثور ﻷن اﻷجيال القادمة ملك لﻷمة وليس مجرد إسم أو عدد للتكثير ويثور ﻷن الحق ليس لديه جنود سوى الثوار،لذلك أخي العربي لا تكن منطقيا ولا واقعيا ولا عمليا وابصق وادعس على أعناق كل مصطلحات الهزيمة...وكن ثائرا...ولو بقيت وحيدا..