الحقوق العربية بين سندان ترامب ومطرقة بايدن

الحقوق العربية بين سندان  ترامب ومطرقة بايدن

كتب خالد المعلم

كالعادة انقسم الشارع العربي بين مؤيد لترامب ومؤيد لبايدن ولا نستغرب هذا الأمر في الشعب العربي الذي يتميز بالصفة العاطفية إضافة إلى قصر الذاكرة وطمس التاريخ، علما أننا لو أمعنا النظر في موقف كلا الرجلين أو الحزبين الحاكمين في أميركا لوجدنا أننا كأمة عربية ليس لنا دور أكثر من قطعة حديد تتلقى الضربات من الجمهوريين من جهة وسندان الديمقراطيين من جهة أخرى. فبايدن الذي يصفق له العرب كانت له اليد الطولى في زهق أرواح مئات الآلاف من الإخوة العرب والمسلمين في سوريا والعراق وأفغانستان وهو كان عراب خطة هيلاري كلنتون في دفع الإسلام السياسي إلى الواجهة من أجل استلام الحكم في دول العالم الإسلامي والوطن العربي تمهيدا لإصدار الفتاوى غب الطلب لاستخدامها بحسب المصلحة الأميركية. 


أما ترامب فقد أعلن خطته للسلام التي أسماها صفقة القرن ثم اعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس. وأوقف دعم وكالة اللاجئين الأونروا لهم ثم أعلن الاعتراف بسيادة الكيان الغاصب على الجولان المحتل. ويسجل للرجل نجاحه بانتزاع التطبيع من بعض الدول العربية مع هذا الكيان إضافة إلى استيلائه على المليارات العربية عن طريق الضغط دون استعمال السلاح ولكن مذكرا بحقبة بايدن التي استعمل بها السلاح الأميركي ولسان حاله يقول وافقوا قبل أن نفعل بكم ما فعله بايدن بالعراق. 


المهم في الأمر أنه على شعبنا العربي أن يفهم أن النخبة الحاكمة في أميركا والتي تصنع السياسات هي ليست بجمهورية ولا ديمقراطية بل هي نخب رأس المال التي تقف وراء الحزبين معا، وهي نخب الصناعة والتجارة والاستثمار ورأس المال والاقتصاد وصانعي الأسلحة، وتداخلهم فيما بينهم. مع هدفين رئيسين هما: أولا تنمية وتعزيز الاقتصاد الداخلي الأميركي داخليا على حساب باقي دول العالم  


وثانيا: الاستمرار بالنهج السابق للإدارة السابقة بالنهب المالي خارجيا ورفع مستواه – سلما او حربا-. 


وهكذا نجد أنه مهما كان الفائز فإن هناك خاسرا وحيدا هو الشعب العربي والحقوق العربية.


امين الاعلام في حزب الاتحاد