حكومة "في… ما في"؟... هل تتأزم الامور فتنفجر لتنفرج؟

حكومة "في… ما في"؟... هل تتأزم الامور فتنفجر لتنفرج؟

لافتا كان تصريح النائب فيصل كرامي الذي ادلى به على منبر السراي الحكومي بالامس بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب هو القائل بشكل واضح لا لبس فيه : «واضح الا حكومة في المدى المنظور».. كلام كرامي سرعان ما صب في الاطار ذاته الذي غرد حوله رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب عبر تويتر مشيرا الى ان «الدولار قد يتفلت سعره بشكل كبير الناس آتية على موسم شتاء وتدفئة مفقودة . والرئيس الحريري نقل أذنيه من الرياض إلى واشنطن حيث جنون الإدارة الترامبية لمواجهة حزب الله والنتيجة لا حكومة قريبة...».

الى هذه الاصوات التي تدور في فلك محور حزب الله انضم ايضا بعض الاصوات السنية على لسان القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش الذي اعلن : يبدو ان اشارات أتت بعدم المضي في تأليف الحكومة فهل حسم الامر ولا خرق حكوميا بالمدى المنظور؟

على هذا السؤال ترد مصادر بارزة مطلعة على جو 8 آذار عبر «الديار» بالقول : الكرة في ملعب الرئيس المكلف الذي لم يعرض حتى الساعة اي توليفة او مشروع حكومي يراعي فيه وحدة المعايير بضوء الاتفاق الجاري مع رئيس الجمهورية ميشال عون.

المصادر ذاتها اضافت : بعبدا اليوم هي بحال الترقب والانتظار والتلقي لما قد يفعله ويقدمه الحريري.

عن ابرز العقد تحدثت اوساط مواكبة لعملية التأليف لتشير الى ان الرئيس الحريري لا يريد حتى اللحظة الاخذ بملاحظات الرئيس عون ولا يتجاوب مع طلباته، كاشفة عن ان الحريري حتى اللحظة لم يأت باية اسماء توافق عليها مع الاطراف الاخرين اي انه لم يأخذ منها اي اسماء ولم يقدم اي اسماء والمقصود هنا بالاطراف الاخرين حزب الله وامل باعتبار ان الكلام اخيرا كان يصب باتجاه انه متفق مع الثنائي الشيعي على تسمية الوزراء، وفي هذا الكلام تقرأ مصادر بارزة ان السبب قد يكون الموقف الاميركي المتشدد اكثر فاكثر تجاه حزب الله ...

بالمقابل وعلى خط الرئيس المكلف سعد الحريري وبعدما اشيع عن انه سيتجه للاعتذار، تؤكد مصادر مقربة جدا من الحريري بان الاعتذار عن تأليف الحكومة غير وارد لدى الحريري لتضيف ان الرئيس المكلف متمسك بالمبادرة الفرنسية اي بتأليف حكومة اختصاصيين غير حزبيين تكون مهمتها محصورة بتحقيق الاصلاحات واعادة اعمار ما تهدم جراء انفجار مرفأ بيروت، لافتة الى ان الحريري يشكل حكومة وفقاً لما اعطاه الدستور من صلاحيات وهو متمسك بذلك. وبمجرد الحديث عن انه «متمسك بذلك» فذلك يعني «لا اعتذار»...

المصادر المقربة من الحريري وردا على سؤال عن امكان اتجاه الحريري للقيام بأية خطوة من شأنها ان تؤزم الاموراكثر فاكثر تقول : «قبل الحديث عن اي احتمال دراماتيكي فلننتظر الاتصالات التي ستجرى بين الاطراف في اليومين المقبلين».

وفي هذا الاطار تكشف معلومات «الديار» ان ما حكي عن ان موسكو طلبت من الحريري التشاور مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لحل الازمة الحكومية لا يعدو كونه «نصيحة روسية» ترى فيها مصادر مطلعة انها «لن تقدم ولن تؤخر» في ظل المشهد الدولي المتأزم على ارض لبنان وشد الحبال الاميركي الفرنسي بسيف عقوبات مسلط على المسؤولين اللبنانيين. لتختم المصادر بالقول : «الوضع مكربج وكلو موقف» ولكن لا يمكن للوضع ان يستمر على حاله حتى كانون موعد زيارة الرئيس الفرنسي، القائمة حتى اللحظة الى بيروت»، الا ان المصادر ذاتها ابدت تخوفها من امكان تأزم المشهد الداخلي اكثر فاكثر فتنفجر في مكان ما تمهيدا للانفراج المنشود!

 جويل بو يونس - الديار