هل يشتعل فتيل "القهر الطبقي " ؟

هل يشتعل فتيل "القهر الطبقي " ؟

زياد العسل 


في بلاد القهر الدفين تحار من اي الملفات تبدأ في مقاربة الواقع الذي يفرض عليه وعلى شعبه على شتى الصعد ,فامكانك أن تبدأ في التعداد وقد يأخذ معك الإكمال في مسرحية التراجيديا صفحات حتى فجر اليوم التالي ,ولبنانا المحكوم من تجار الهيكل هو نموذج واضح وصريح عن شعب ينطبق عليه ما قاله ابو الطيب المتنبي واصفا حالته كتكسر النصال على النصال لشدة ما فتك به هموم وغموم وارزاء دهرية لا تنتهي ,فشعبنا هذا حقا مبدع في "التفنن" في الخروج من مستنقعات الحرمان والتعب والبطالة والحزن عبر نكتة أو ضحكة أو كزدورة أو ما شابه,اذ يحاول من خلال ذلك الإحتيال على عذابات هذا الكيان ولكن السؤال الذي بات يشغل الجميع في هذه الآونة ينقسم الى شقين : أولا ماذا بعد ؟وثانيا ماذا تبقى ليخسره الجائعون في بلاد أدغال الشرق ؟

ترى مصادر متابعة للواقع اللبناني منذ عقود أن لا حل جذري في لبنان سوى ما يمكن تسميته بالحرب الطبقية التي تجمع الفقراء والعاطلين عن العمل والكادحين من كل المناطق والمذاهب والمشارب ,حيث يجمع الحرمان أبناء كل العقائد والأيديولوجيات وسواها من المنطلقات الفكرية والدينية والسياسية والرؤيوية وسواها ,لأن الأب الذي لا يستطيع تأمين لقمة العيش لعائلته أو الحليب لابنه أو قسط التعليم لابنته على سبيل المثال ,سيرى نفسه مضطرا لفعل ما لا يتناسب مع أخلاقه وثقافته وقيمه وعاداته وتقاليده ,كذلك الشاب الذي دخل معترك الحياة الزوجية ومتطلباتها قد يرتكب انتقاما للمشاكل المترتبة عليه ما لا تحسب عقباه لأجل الحفاظ على ما حاول وخطط له منذ عقود ,والأمر نفسه ينطبق على التاجر الذي فقد عمله والطالب الذي جلس بعيدا عن مقاعد الدراسة لأجل عدم وجود المال الكافي لذلك ؟


لبنان هذا الذي ضج به الشرق ,هذا الذي كان يوما مسشفى الشرق ومدرسة الشرق وجامعة الشرق ,قد حولته طبقة سياسية فاسدة الى مكان يخشى أن يكون أخطر أماكن هذا الشرق ,فطبيعة لبنان هي طبيعة الحب والثقافة والحرية والعلم والنور ,ولكن الطبيعة الإنسانية لا يمكنها أن تحمل الذل والقهر المرير دون أن تنتفض ,لذلك فالفقراء الذين يسمعون صوت الملاعق في صحون الإغنياء,حتما لن يقفوا مكتوفي الأيدي وباكين على واقع طبقي يذل انسانا ويعطي آخر حق الفرح والبحبوحة والتفوق الطبقي في بلاد لم تستقل بعد من حكم السماسرة والسارقين والفاسدين باتقان وحرفية قل نظيرها .فهل تندلع ثورة الجياع الحقة بعيدا عن اي توجهات سياسية أو أغراض خارجية أو أجندات ؟

خاص الموقع