لماذا طارت الإيجابية التي سادت اللقاء الأخير بين الحريري وعون؟

لماذا طارت الإيجابية التي سادت اللقاء الأخير بين الحريري وعون؟

أقل من 10 أيام متبقّية على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، ولا تزال الحكومة ضائعة في غياهب الزمان، إذ ان الإيجابية التي ظهرت خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى قصر بعبدا اندثرت بعد أقل من 24 ساعة، وبالتالي، فإن كل المعطيات الحالية تشير إلى أن لا حكومة قبل زيارة ماكرون.

تعتبر مصادر قيادية في تيار «المستقبل» أن الإيجابية التي أظهرها رئيس الجمهورية تجاه ملف التشكيل ضاعت بتصريحات نواب التيار الوطني الحر، مشددة على أن التصريحات التي لا شك أنها تأتي في سياق «تعليمات» تُعطى لهم، تؤشر إلى أن هذا التيار لا يزال على عناده، وبالتالي، فإن رئيس الجمهورية ليس بصدد تسهيل التأليف.


كذلك تتوقف المصادر عند التسريبات التي خرجت من بعبدا بعد زيارة الحريري، إذ تمّ تسريب تفاصيل بشأن التشكيلة التي قدمها الحريري إلى عون، في محاولة لتقليب الكتل النيابية على الحريري، كذلك تم تسريب معلومات غير دقيقة بشأن تقسيم الحقائب على الطوائف لاستنهاض الأخيرة بوجه الرئيس المكلف، وتم أيضاً تعميم أخبار غير صحيحة عن توزير شخصيات معينة لتحريك الرأي العام، معتبرة أن كل هذه المعطيات تؤكد أن التيار الوطني الحر لم يقرر بعد وقف العرقلة.


وتضيف المصادر عبر «الديار»: «منذ اليوم الأول لتكليف الحريري من قبل المجلس النيابي، شعر رئيس الجمهورية أن التكليف فُرض عليه فرضاً، ومثله شعر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لذلك كلما ضاقت بهم الامور «ذكروا الحريري بأنه لن يرى رئاسة الحكومة»، مشيرة إلى أنهم اليوم يكررون النغمة نفسها، لذلك يمكن القول ان الحكومة لا تزال مستبعدة.


لا يختلف اثنان على أن «الكيمياء» مفقودة بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، وأن الأخير ليس بصدد تسهيل مهمة الاول، ولذلك لا يزال يدفع باتجاه حصول باسيل على ما يطالب به، لان شكل الحكومة سيكون له تأثير كبير في مسار المعركة بين الرجلين، هذا دون أن ننسى «الحرب» التي قرر التيار الوطني الحر فتحها على أكثر من جبهة، آخرها كان الإدعاء «الغريب العجيب» على رئيس الحكومة المكلف حسان دياب والوزراء علي حسن خليل وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس، في ملف انفجار مرفأ بيروت، وكل هذا يعني أيضاً أن الأزمة لا تزال لم تبلغ الذروة.


وفي هذا السياق، تشير مصادر «المستقبل» إلى أن فريق رئيس الجمهورية يحاول جاهداً إرهاق الرئيس المكلف لأجل دفعه باتجاه الإعتذار عن التكليف، أو على الأقل ترك أمامه خياراً واحداً هو التسليم بمطالب التيار الوطني الحر بالنسبة إلى الحصول على الثلث المعطّل، مشددة على أن النتيجة الاولى غير واردة حالياً، والنتيجة الثانية غير ممكنة، ولكن هذا لا يعني أن الحريري سيتوقف عن المساعي خلال الأسبوع المقبل.


وقد تبلّغ المسؤولون أن الرئيس الفرنسي لن يلتقي بهم خلال زيارته بحال لم تكن الحكومة قد وُلدت، وفي هذا الأمر رسالة شديدة اللهجة من الفرنسيين الذين قرروا البدء بمحاولة جديدة مع بداية هذا الأسبوع، إذ تكشف مصادر سياسية مطّلعة أن الأسبوع الجاري سيحمل محاولة فرنسية لتسهيل ولادة الحكومة نظراً لاهمية هذه المسألة بالنسبة إلى ماكرون، مشيرة إلى أن الفرنسيين شعروا بالاستياء الكبير من مطلب الثلث المعطل الذي برز مؤخراً، وأبلغوا رئيس الجمهورية استياءهم، ولعل زيارة ماكرون إلى لبنان دون لقاء الرئيس ميشال عون بحال تحققت ستكون الرسالة الاقسى من الفرنسيين إلى رئاسة الجمهورية.


محمد علوش - الديار