قراءة في خطاب نصرالله.. مخاوف امنية ام تمهيد للرد؟

قراءة في خطاب نصرالله.. مخاوف امنية ام تمهيد للرد؟

اكثر من ساعة ونصف استمر خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، تحدث خلاله عن الكثير من القضايا الداخلية والخارجية..


اللافت في الخطاب هو التصعيد في الملف الاسرائيلي اذ مرر نصر الله العديد من الرسائل اهمها معادلة قصف المدنيين، اذ اكد ان اي عملية قصف تستهدف القرى او المناطق السكنية في لبنان سيُرد عليها بالمثل.



من الواضح ان نصرالله اراد اعادة تفعيل الردع مع تل ابيب ووضع خطوط حمراء حول قصف العمق اللبناني، بمعنى اخر، يوحي كلام امين عام حزب الله انه اراد قطع الطريق على تل ابيب ومنعها من استهداف اي نقاط تقول انها عسكرية داخل القرى والمدن اللبنانية.


هذا السيناريو كان مرجحاً قبل مدة، وتحديدا قبل انتهاء ولاية الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب، اذ كانت التوقعات تقول بأن تل ابيب ترغب بتوجيه ضربة ضد اهداف في العمق اللبناني بهدف تغيير قواعد الاشتباك على الساحة اللبنانية، فهل ان معطيات مماثلة مستجدة دفعت نصر الله لاعادة رفع سقف تهديداته؟


 


حزب الله ينفي ما قاله فتفت: السيد نصر الله لم يقل له هذا الكلام بتاتاً

بجملة واحدة نصرالله يرد على عون: مصير لبنان ومسيحييه تقرره صواريخنا


في تصعيد آخر لوح نصر الله بأن الايام القتالية التي تتحدث عنها تل ابيب ليست قدراً، ولا شيء يضمن عدم توسع الامر ليصبح حربا شاملة، وتجدر الاشارة الى ان الحديث عن الايام القتالية ارتبط بشكل محدد بحديث تل ابيب عن ردها على رد "حزب الله" المحتمل في الجنوب، اذ ان اسرائيل مستعدة لتحمل ايام قتالية اذا كان الثمن قصف اهداف مهمة في داخل لبنان لكنها ليست مستعدة ابدا لتحمل حرب مفتوحة.


وهنا يبرز السؤال، هل يمهد السيد نصرالله لعملية الرد عبر ردع تل ابيب مسبقا واجبارها على ابتلاع عملية استهداف احد جنودها؟


كذلك، تحدث نصر الله في الموضوع الداخلي اللبناني، ووضع خطوط حمر امام استهداف او "الاستقواء" على الرئيس ميشال عون، في اشارة الى ان الحزب لا يقبل بشكيل حكومة لا ترضى عنها بعبدا، وهذا ما كان "لبنان ٢٤" قد ذكره سابقاً.


 



لكن الاهم هو اعلانه وبشكل شبه رسمي رفضه للثلث المعطل، او تفهمه لرفض الرئيس سعد الحريري له، محاولاً البقاء على مسافة واحدة من عون والحريري على قاعدة "لا يموت الديب ولا يفنى الغنم".

علي منتش