طرابلس تواجه سيناريوات خطيرة: تحضيرات لأعمال شغب وإثارة إشكالات متنقّلة؟!

طرابلس تواجه سيناريوات خطيرة: تحضيرات لأعمال شغب وإثارة إشكالات متنقّلة؟!

أوضاع إقتصادية ومعيشية صعبة تعيشها مدينة طرابلس، بالتزامن مع الأزمة المالية الخانقة التي تعصف بالبلد منذ أشهر. في هذا الجوّ الملبّد سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وعلى كافة المستويات، وغياب الأجهزة الأمنية والرقابية عن القيام بدورها، يفسح المجال كاملاً ويفتح الباب واسعاً أمام الفوضى لتسيطر هي الوحيدة في كلّ اتجاه. فمن يراقب الوضع في عاصمة الشمال طرابلس، يستطيع أن يتلمّس الخوف الدائم الذي بات يحيط بالمدينة وأهلها. أين زحمة المدينة في الليل؟ وأين حركة الناس التي كانت لا تهدأ؟ حتّى زحمة النهار لا تشبه سابقاتها، فهي حركة بلا بركة بالنسبة إلى التجّار في الأسواق، وزحمة المتسوّلين في الشوارع وعلى الطرقات، وزحمة من كان لديه حاجة فقضاها وانصرف. ليل مدينة طرابلس ونهارها أيضاً لا يخلوان من أصوات الرصاص البتة. في الليل سيارات تمرّ في شوارع وأحياء تتوقّف قليلاً، تطلق النار في الهواء ثم تمشي.


في النهار، أي إشكال فردي قد يقع بين اثنين يكون إطلاق الرصاص ثالثهما. هذا ناهيك عن رمي القنابل في الليل الذي يشكّل حالة ذعر مستمرّ للسكان والأهالي. الوضع في الشارع نهاراً ليس أفضل، فخلافٌ صغير على أفضلية مرور قد يتسبّب بإشكال لا يمكن توقّع نتائجه. خرجت طرابلس من دوامة جولات العنف بين جبل محسن وباب التبانة في العام 2014 في ما بات يُعرف بالخطّة الأمنية. ولكن قبل ذلك وأثناءه وبعده، العديد من الأحداث الأمنية حصلت وتحصل، تمنع سيادة الإستقرار في طرابلس ليبقى شبح الفوضى والحرب مسيطراً. وبالرغم من أنّ أهالي المنطقتين (جبل محسن وباب التبانة) وأهالي طرابلس بشكل عام، يرفضون عودة الحروب العبثية إلى مدينتهم، إلا أنّ أياديَ خبيثة لا تزال تعمل ليل نهار، لتبقى هذه المدينة تعيش على فوهة بركان لا أحد يدري متى يقرّر له أن يشتعل.



قبل أيام قليلة، أثارت حادثة حي المهاجرين بين جبل محسن وباب التبانة بلبلة واسعة في طرابلس وبين أوساطها، بعيد الإشكال بين أحد المطلوبين ويدعى "أبو دعاس" ودورية لمخابرات الجيش اللبناني بعد ظهر السبت الفائت، حيث أقدم المطلوب على رمي قنبلتين يدويتين وإطلاق النار في اتجاه الدورية أثناء مداهمتها له، قبل ان يلوذ بالفرار مخلّفاً وراءه سيارتين محترقتين. وإذا كان الحادث قد حصل بين أحد المطلوبين والقوى الأمنية إلا أنه أعاد مشاهد حرب المنطقتين إلى الأذهان. تلك الحرب التي لا يريدها الطرابلسيون ولا يتمنّون عودتها. أبناء الفيحاء ينشدون السلام والإستقرار، لكنّ حال الفقر والبطالة وضيق العيش في مدينة مكتظة ومنهكة اقتصادياً، يجعل منها مسرحاً خصباً لأي نوع من أنواع اللعب بالنار الذي يُطبخ ويُنفخ في طرابلس.


وعلى غرار طرابلس لا يمكن إغفال الأوضاع الأمنية في عكار والمنية والضنية. فالأجهزة الأمنية يتراجع دورها، وأهل السياسة ورموز الدولة غائبون، والناس يحاولون تصفية حساباتهم في كل صغيرة وكبيرة باللجوء إلى السلاح. في هذا الصدد علمت "نداء الوطن" من مرجع أمني رفيع أنّ معلومات تقاطعت لدى أكثر من جهاز أمني شمالي، تفيد بأن تحضيرات لأعمال شغب وإثارة إشكالات متنقلة يجري العمل عليها من أكثر من جهة ومنها جهات حزبية. ووضع المصدر ما جرى قبل أيام، من قطع طرقات وسدّ منافذ الحركة على المواطنين في البداوي ومناطق أخرى في نفس السياق، بهدف خلق توترات تؤدّي إلى فتن بين المناطق، مع تحريك لما كان يُعرف بقادة المحاور في السابق الذين يجندون أطفالاً وشبّاناً للقيام بهذه المهمّات.


مايز عبيد - نداء الوطن