برغم الخلافات... نقاط تلاقٍ روسية – اميركية حول لبنان

برغم الخلافات... نقاط تلاقٍ روسية – اميركية حول لبنان

بين واشنطن وموسكو ومنشأة "نطنز" واليمن، حيث تدور معارك سياسية ودبلوماسية وأمنية وعسكرية، بقي لبنان في قلب الاهتمام، فيزوره معاون وزير الخارجية الاميركية ديفيد هيل قبل ان يترك منصبه، وتدعو موسكو الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري وشخصيات سياسية اخرى لزيارتها، في مسعى من عاصمتي الدولتين العظمتين لمساعدة لبنان على الخروج من ازماته، وكأن ما يجري في الخليج لا يعني لبنان، فتحاول الدولتان فصل ازماته عن أزمات المنطقة، والضغط للإسراع في تشكيل الحكومة قبل ان تفلت الامور في المنطقة.

في المعلومات ان ديفيد هيل سمع خلال زيارته من الرئيسين نبيه بري ووليد جنبلاط الموقف ذاته من تشكيل الحكومة. وانه لم يأتِ نهائياً على ذِكْرِ حزب الله ومشاركته في الحكومة امامهما ولا أمام رئيس الجمهورية، وإن كان قد مرّ مرور الكرام على ذِكْرِهِ وذِكْرْ ايران في بيانه المكتوب بعد لقاء الرئيس ميشال عون، لكن تشكيل حكومة الإصلاحات من الاختصاصيين وتحميل المسؤولين اللبنانيين مسؤولية الإنهيار الحاصل ومسؤولية الحل ايضاً "او الغرق". وملف ترسيم الحدود من النقطة التي توقفت عندها المفاوضات، كانت العناوين الأبرز.


 


وفي المعلومات ايضاً ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد للرئيس سعد الحريري نفس الموقف الاميركي، بضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة للمهمة ذاتها أي الاصلاحات، وبمشاركة الجميع.

بالرغم من الصراع الكبير القائم بين موسكو وواشنطن على ملفات كثيرة في المنطقة، فقد وجدا بينهما نقاط التلاقي هذه حول لبنان، ومنها أيضاً وأبرزها الاهتمام بإستقرار لبنان، ما يعني ان القرار الدولي ما زال قائماً لحفظ الإستقرار، لا سيما مع الدور الفرنسي والاوروبي في المسعى لتقريب وجهات نظر القيادات اللبنانية لحل الأزمة الحكومية. وجولة هيل على القيادات اللبنانية بمختلف تلاوينها شبيهة بدعوة موسكو للقيادات إلى زيارتها. انه مسعى اللاعبين الكبار لجمع العبثيين الصغار في لبنان على إنقاذ بلدهم.

ثمة من يرى ان الحل يبدأ من تفاهم سعودي – إيراني في الخليج، تنتقل بعده التفاهمات الى ملفات ومناطق اخرى منها لبنان. وان حرب التخصيب النووي عبر ضرب السفن في مياه الخليج بين إيران واسرائيل بعد حرب الاستخبارات والاغتيالات، وإن كانت تؤشّر إلى تصعيد عسكري بموازاة التصعيد في اليمن، فإنها تعني ان لا حرب بين لبنان واسرائيل، وبما يعني ان الحرب بالواسطة بين طهران وتل ابيب عبر لبنان غير واردة حالياً. هذا الامر من ضمن نقاط التلاقي بين موسكو وواشنطن أيضاً.

قد تكون هناك نقاط خلاف بينهما حول امور لبنانية اخرى، مثل الوضع في سوريا وكيفية معالجة موضوع النازحين، لكن دخول الدولتين على خط معالجة الازمة اللبنانية ولو بشروطهما ورؤيتيهما، تدل على انهما مهتمتين بمساعدة لبنان على الخروج من ازماته.

غاصب المختار