الحريري والاعتذار الممنوع... أزمة نظام كارثية

الحريري والاعتذار الممنوع... أزمة نظام كارثية

مع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت، تعود الدينامية الحكومية، مع ما هو مرتقب من لقاءات ومشاورات سيجريها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورؤساء الحكومات السابقين.


ومن المتوقع أن تسهم جولة المشاورات الجديدة في حسم اتجاه الحريري، إعتذاراً أو استمراراً في المهمة التي كلفه بها مجلس النواب.



وتتحدث مصادر معنية عن اتجاه لدى بري ونادي رؤساء الحكومات السابقين لجعل الحريري لا يتراجع عن قرار التكليف، لكن مع مناورة جديدة تتمثّل في لعب ورقة ضغط جديدة عبارة عن صدور بيان عن النادي، يؤكد أن قرار الاعتذار سيكون مصحوباً بتأكيد عدم تسمية بديل في المشاورات التي سيدعو إليها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فور صدور بيان الاعتذار، ما سيؤدي الى تفاقم الأزمة الحكومية في اتجاه جعلها أزمة دستورية. اذ في اعتقاد رؤساء الحكومات السابقين أن قرار عدم تسمية بديل سيؤدي حكماً الى استنكاف نواب تيار المستقبل عن التسمية، وهو ما سيحذو حذوه نواب كتلة التنمية والتحرير، بحجة أن من غير الجائز تسمية أي شخصية لا تحظى بغطاء الطائفة السنية. وسيترافق هذا القرار مع صدور بيان عن المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى بدفع من دار الفتوى، يدعو النواب الى عدم تحدي الارادة السنية.


 

وتشير المصادر الى أن هذا الاتجاه الغالب لدى الطائفة السنية وحركة أمل، بإعتبار أن حزب الله لم يحسم بعد قراره، سيتأكد في ضوء المشاورات التي سيجريها الحريري، وفي انتظار أن يفصح الرئيس المكلف عن خلاصة زيارته الخارجية الأخيرة، ولا سيما تواصله مع السلطات المصرية.



في المقابل، لا يزال التيار الوطني الحر على اصراره بدعوة الحريري الى ان يحسم امره تشكيلاً او اعتذاراً، لأن البلد لم يعد يحتمل مزيداً من التأخير والمناورات.


وتنظر مصادر سياسية رفيعة بريبة الى الكلام عن رفض الطائفة السنية تسمية البديل عن الحريري في حال اعتذاره، وتعتبره تهويلاً خطراً وغير مسؤول، اذ من شأنه أن يزيد الامور تعقيداً، وأن يعرِّض البلد الى أزمة نظام وأزمة دستورية غير مسبوقة.


وتؤكد المصادر أنه في حال الاعتذار، سيُفتح المجال امام بحث واسع عن الرئيس العتيد للحكومة، لافتة الى انه ثمة شخصيات عدّة تبدي رغبة بتولي رئاسة الحكومة، كما أن بعضها على تواصل مباشر مع باريس تحديداً.


وتكشف المصادر أنه بنتيجة الاتصالات الدولية، وفي ضوء لقاء وزراء خارجية الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية، لم يبق للحريري سوى غطاءين: داخلي متمثل بحركة أمل، واستطراداً حزب الله، وخارجي وتحديداً القاهرة، فيما تعثرت علاقته مع راعيه الخليجي المستجد.



 

وتبدي المصادر قلقاً ممَّا يحكى عن استئخار سيناريو اعتذار الحريري الى ايلول المقبل، تليه حكومة مهمتها الاساسية الاشراف على الانتخابات النيابية ومحاولة اصلاح قطاع الكهرباء، لأن ذلك يعني خسارة شهرين مفصليين ومغامرة جديدة غير محسوبة ستضرّ حكماً بالبلد.

ميرا جزيني