تقنية تسخين التبغ تؤكد فعاليتها في الحد من التدخين

تقنية تسخين التبغ تؤكد فعاليتها في الحد من التدخين

وفق قاعدة "خير الأمور أوسطها" يسير المنادون بالحلول البديلة للتدخين، بما أن إقلاع أكثر من 1.3 مليار شخص في العالم عن التدخين هو أمر مستحيل. فما من عاقل يعتقد أن التدخين سيزول يومًا ما، مهما كثرت الحملات التوعوية ومهما اشتد الحظر عليه أو الإجراءات المتعلقة به؛ وأمام العجز عن الحد منه في شكل نهائي، يأتي الحل الوسط ليكون المنقذ، وإن لم يكن بدوره خاليًا من المخاطر في شكل مطلق.

هؤلاء المنادون ليسوا من المدخنين وحسب، بل من أكبر الدول وأكثرها تحضرًا، وأيضًا من أهم الهيئات والمؤسسات والباحثين والعلماء في العالم، وحتى من أكبر الشركات المصنعة للسجائر، انطلاقًا من اقتناعهم بأن الحلول البديلة للتدخين تساهم في تخفيف مضاره على من لا يريدون أو لا يستطيعون الإقلاع عنه.


 


 


بحسب منظمة الصحة العالمية، مستخدمو التبغ في حاجة إلى المساعدة كي يقلعوا عن تعاطيه، و4% فقط منهم سينجحون في ذلك من دون الحصول على الدعم. ذلك يؤكد مدى صعوبة التوقف عن التدخين، وبالتالي أهمية الدور الذي قد تؤديه الحلول البديلة. غير أن المنظمة ترى خلاف ذلك، ولا تفرِّق السجائر الإلكترونية أو منتجات التبغ المسخَّن عن منتجات التبغ الأخرى، بل تدعو إلى معاملتها بالمثل وتعمل على الحد من استخدامها. وأمام معارضة منظمة الصحة العالمية للمنتجات المنخفضة المخاطر، ارتفعت أصوات تنادي بالوقوف في وجهها، على اعتبار أن موقفها هذا يؤدي في النهاية إلى خسارة ملايين الأرواح بدلًا من إنقاذها. هذه الأصوات ستكون مدوية خلال مؤتمر الأطراف التاسع (COP9) الذي ينعقد في تشرين الثاني المقبل، من ضمن جدول أعمال اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية في شأن مكافحة التبغ (FCTC). هذه الاتفاقية اعتمدتها عام 2003 الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية بالإجماع، وبدأ نفاذها منذ العام 2005، وقد بلغ عدد الأطراف فيها 182 طرفًا، أي ما يمثل أكثر من 90% من سكان العالم. المملكة المتحدة هي من أبرز هؤلاء الأطراف، وأيضًا من أبرز الدول الداعية إلى استخدام السجائر الإلكترونية للحد من أضرار التدخين، وفيها تعلو أصوات المعارضين لنهج منظمة الصحة العالمية المتعلق بمكافحة الحلول البديلة. فبحسب هيئة الصحة العامة الإنكليزية، استخدام السجائر الإلكترونية هو أقل ضررًا بنسبة 95٪ من التدخين، فيما تؤكد مؤسسة أبحاث السرطان (Cancer Research UK)، وهي أكبر مؤسسة خيرية مستقلة لأبحاث السرطان في العالم، أن الأدلة تشير حتى الآن إلى أن السجائر الإلكترونية أقل ضررًا من التدخين ويمكن أن تكون أداة فعالة للإقلاع عنه. أمّا المجموعة البرلمانية لكل الأحزاب من أجل السجائر الإلكترونية (APPG for Vaping) في المملكة المتحدة، فقدمت توصيات إلى الحكومة ودعتها فيها إلى أن تقف خلال مؤتمر الأطراف في وجه معارضة منظمة الصحة العالمية للسجائر الإلكترونية وغيرها من الأجهزة البديلة للسجائر. كذلك طلب البرلمانيون في هذه المجموعة من الحكومة النظر في تقليص تمويلها للمنظمة إذا لم تغير نهجها في الاتفاقية وتمتنع عن حظر المنتجات المنخفضة الضرر. هذه المواقف البريطانية تتلاقى مع مواقف أطراف آخرين كثر، وتأتي من منطلق أن أحد المبادئ التأسيسية للاتفاقية هو الحد من الأضرار المرتبطة بالتدخين، وليس الحد من استخدام التبغ والنيكوتين.


 


 


علميًّا، النيكوتين ليس المسبب للأمراض المرتبطة بالتدخين، بل للإدمان وحسب. أمّا تلك الأمراض، فقد تنتج عن عملية احتراق التبغ، بما أنها تولِّد أكثر من 6,000 مادة كيميائية ضارة، بعد أن تصل الحرارة عند طرف السيجارة إلى أكثر من 800 درجة مئوية. ومن هنا، تختلف السجائر التقليدية عن تلك الإلكترونية وعن الأجهزة العاملة على تسخين التبغ. فالسجائر الإلكترونية هي أجهزة تسخن سائلًا بدلًا من التبغ، وتولِّد بخاخًا ليستنشقه المستخدم، وقد تحتوي أو لا تحتوي على النيكوتين. أمّا الأجهزة التي تعتمد على تقنية تسخين التبغ، فهي تولِّد بخاخًا يحتوي على النيكوتين، وقد باتت رائجة جدًّا في السنوات القليلة الماضية. هذا الأخير يتضمن حاملًا إلكترونيًّا يعمل على تسخين التبغ على حرارة لا تزيد عن 350 درجة مئوية، فيُصدر بخارًا يحتوي على النيكوتين بدلًا من الدخان، ومن هنا فهو يقلل انبعاث المواد الكيميائية الضارة بنسبة 95% مقارنةً مع السيجارة التقليدية، فضلًا عن أنه لا يخلِّف رائحة ويبقي الهواء في الأماكن المغلقة نقيًّا، إلا أن هذا لا يعني انخفاضًا بالمخاطر بنسبة 95%، إذ إنه لا يخلو من الضرر. وعلى رغم أن هذا الجهاز الإلكتروني الثوري لم يغير موقف منظمة الصحة العالمية، إلا أنه حاز إجازة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA قضت بترخيص بيعه في الولايات المتحدة الأميركية، ليكون بذلك الابتكار الأول من نوعه الذي يحصل على إجازة كهذه، بما يؤكد فعاليته في تخفيف المضار الناجمة عن التدخين ودوره في الحد منه.


 


 


وهكذا، انضمت أكبر مصنعة للسجائر في العالم إلى المنادين بمستقبل خالٍ من الدخان، بعدما استثمرت أكثر من 8 مليارات دولار أميركي منذ العام 2008 في الأبحاث وعمليات التطوير والإنتاج. اليوم، تخلى أكثر من 17.6 مليون شخص بالغ عن السيجارة التقليدية واختاروا الأجهزة الخالية من الدخان بديلًا لها، وتتوقع "فيليب موريس" أن يبلغ عدد المنتقلين إلى جهازها الإلكتروني 40 مليون مدخن بالغ على الأقل بحلول العام 2025، لتكون بذلك من أبرز المساهمين في الحد من التدخين، ولكن مع توفير التجربة الحسية ذاتها التي كانت تجعل المدخنين غير قادرين عن التخلي عن سجائرهم في ما مضى.


هذا المقال برعاية فيليب موريس لبنان