ثورة بين انقلابين:د.حسن قبيسي

ثورة بين انقلابين:د.حسن قبيسي

ثور ة بين انقلابين انطلقت 23تموز انقلابا عسكريا لتحقيق الأهداف الستة : القضاء على الاستعمار و أعوانه من الخونة المصريين. القضاء على الاقتطاع. القضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم. إقامة جيش وطني. أقامة حياة ديموقراطية سليمة. كانت تلك الأهداف بحاجة إلى ثورة لقلب الأوضاع رأسا على عقب،وكانت . من تراث مصر وتاريخها استلهم جمال عبد الناصر الحلول لمشاكل المجتمع المصري و العربي استلحاقا. كان النهج التجريبي الذي يبحث في الواقع عن حلول لمشاكل هو نهجه لاستنباط تلك الحلول لا قراءة الكتب والنظريات الجاهزة والمعلبة. خلص مصر من القواعد العسكرية البريطانية ومن بأشواتها ومعظمهم خونة وعملاء.اقر الإصلاح الزراعي وأصبح الفلاح ملاك أرضه.وأمم المصانع وزاد عليها أكثر من ألف مصنع بمساعدة الاتحاد السوفياتي الصديق. وأقام مجتمع الكفاية في الإنتاج والعدالة في التوزيع. وأهل جيش مصر عملا بمبدأ الحق بغير القوةحق ضائع.وخاض به حرب الاستنزاف تمهيدا للعبور المسروق آنجازه. وأنشأ تحالف قوى الشعب العامل لإقامة حياة ديموقراطية سليمة. كل ذلك في ظروف محلية وإقليمية ودولية صعبة ، وموجات من التأمر لإبقاء مصر والعرب في غياهب الفقر والعوز والتخلف والضعف.وكانت فلسطين- الغائبة عن الأهداف الستة- حاضرة في باله وفي خاطره ،وهو قد ولد كثائر فيها. كرس م.ت.ف. كممثل شرعي ووحيد لشعبها وأنشأ جيش التحرير الفلسطيني واصطحب أبا عمار إلى موسكو فكانت علاقات للثورة الفلسطينية مع المعسكر الإشتراكي ككل، ومع أفريقيا فيابعد والتي ارادت ان ترد جميل عبد الناصر الذي دعم ثرواتها كما دعم كل حركات التحرر في العالم،فوقفت مع الثورة الفلسطينية حتى هادنت ،فصدق حين قال :" لم ترتفع راية للحرية في العالم إلا كانت يد الشعب المصري وراءها.وكما ولد كثائر في فلسطين مات وهو يدافع سياسيا عن شعبها فعاش لها ومات من أجلها كما قال أحد قيادتها شفيق الحوت رحمه الله. ولا ننسى أيادي عبدالناصر البيضاء في نشر الإسلام الثوري في العالم وجهده للوحدة الاسلامية ،الذي ما شغله عن نشر التسامح الديني في العالم. والأديان كما فهمها ثورات استهدفت شرف الإنسان وسعادته. وأنقلب السادات على الثورة وما استطاع القضاء عليها .هي تعيش في إنجازات ناصر المصرية والافريقية و الإسلاميةوالعالمية كما تعيش معنا وفي وجداننا

.د.حسن محمود قبيسي