تحليل إخباري: الصين تقود التعافي العالمي فيما بعد الجائحة

تحليل إخباري: الصين تقود التعافي العالمي فيما بعد الجائحة

قال محللون اقتصاديون إن الثقل الكبير للصين في الاقتصاد العالمي والتقارير الأخيرة عن معدلات النمو الوطني أثبتا مجددا أن الصين تقود التعافي العالمي بعد جائحة (كوفيد-19).


وقال رامون جاسكون، الأستاذ بكلية الأعمال في إسبانيا، في مقابلة أجريت حديثا مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن "الصين لاعبة رئيسية على الساحة العالمية" وتتمتع "بحضور فعال بشكل متزايد" في أعقاب الجائحة.


وقد أظهرت بيانات صادرة عن المكتب الوطني للإحصاءات أنه في النصف الأول من عام 2021، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 12.7 بالمئة مقارنة بالعام السابق، مع استئناف المصانع الإنتاج واستئناف الصينيين سفرهم.


وقال جوزيف ريفيلا اسكوديرو، خبير اقتصادي مقيم في نيوزيلندا، إن الصين تظل ركيزة اقتصادية للعالم فيما يتعلق بقوتها الشرائية وسوق المستهلكين المزدهرة.


وقدر البنك الدولي في عام 2020 أن نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي في الصين، عند تعديله من خلال تكافؤ القوة الشرائية، يعادل 92 بالمئة من المتوسط العالمي.


وقال ريفيلا إن شركات صناعة السيارات الكبرى مثل (دايملر) وعمالقة المنتجات الفاخرة مثل (إل في ام اتش) ستشهد عودة إيراداتها "تلقائيًا" مع تعافي الصين.


وفيما يتعلق بسلسلة الإمداد العالمية، قال إن نمو الصين سيمنح حافزا جديدا أيضا "للاعبين البحريين الرئيسيين وطائرات الشحن والمطارات".


وقد ارتفعت مبيعات السلع الاستهلاكية في الصين من 20.6 تريليون يوان (نحو 3.18 تريليون دولار أمريكي) في عام 2012 إلى 39.2 تريليون يوان (6.05 تريليون دولار أمريكي) العام الماضي، مسجلة متوسط نمو سنوي قدره 8.4 بالمئة من سوق استهلاكية هي الآن في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في الحجم، وفقا إلى البيانات الرسمية.


وفيما يتعلق بدور الصين في سلسلة الإمداد العالمية، قال ريفيلا إن "الطلب الوطني على النفط والصلب والمواد الخام الأخرى يعزز بقدر كبير الاقتصادات الأخرى".


وقال بيدرو نينو، أستاذ ريادة الأعمال في كليات إدارة الأعمال بمعهد الدراسات التجارية العليا بإسبانيا، إن تكاليف العمالة المنخفضة نسبيا والابتكار التكنولوجي في الصين عوامل وراء تحول البلاد إلى مورد عالمي.


وأوضح الخبراء أن الصين، بفضل استجابتها الذكية للجائحة، تمكنت من تنمية حجم اقتصاها الكبير بالفعل، وتأمين سلاسل الإمداد وتعزيز سوق مزدهرة.


وأعرب جاسكون عن ثقته في نهج الصين. وأشار إلى أنه "من الواضح أن إجراءات مثل تقييد الرحلات الجوية والإغلاق والعزل كانت الإجراءات الصحيحة".


وقال ريفيلا إن الطريقة التي طبقت بها الصين تدابير الصحة العامة ساعدت في حصولها على "دفعة اقتصادية فيما بعد الجائحة أولا"، مضيفًا أن "العالم يعرف مدى تنظيم قوتها العاملة وعملها الجاد".


وأضاف "كانت إجراءات الموازنة بين استقرار الاقتصاد ومكافحة الجائحة درسا كبيرا للعالم".


وقال "ينبغي ألا يتفاجأ العالم الغربي بعودة آسيا إلى المسار الصحيح بمجرد السيطرة على الفيروس".


وذكر نينو "يتبع الصينيون عن كثب اللوائح الحكومية لتجنب التجمع مع أشخاص آخرين. والأوروبيون والأمريكيون عموما هم أقل اتباعا للوائح الحكومية".


وأوضح جاسكون أن "الصين لديها هيكل وحكومة يسمحان لها بالرد السريع واتخاذ القرارات"، بينما في بعض البلدان الأخرى، يجب أن يمر القرار من خلال العديد من المؤسسات رغم الضرورة الملحة التي تلوح في الأفق".


وأضاف أن الاقتصاد الصيني "ينشط مجددا"، مستشهدا بزيادة بنسبة 35.4 بالمئة في الاستثمار الأجنبي المباشر الوافد إلى الصين في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام.


وقال ريفيلا إن المؤشر يعطي إشارة جيدة لأن "الأموال تتدفق دائما في الاتجاه الصحيح".