المجتمع الدولي يُحذّر من "المجهول الآتي"
يستمرّ التضارب والتخبّط في المناخ المحيط بعملية تأليف الحكومة، حيث أن الصمت الرسمي قد بات ثقيلاً جداً، في الوقت الذي نشطت فيه التسريبات والتحليلات من قبل مقرّبين من فريقي التأليف، وهما رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي. وفي حين تقول أوساط قصر بعبدا، أن عملية التشاور مستمرة حتى الوصول إلى اتفاق، تكشف مصادر قريبة من الرئيس المكلّف، بأن الحسم لم يعد بعيداً، وهو قد يكون قريباً جداً، وربما خلال ساعات، بعدما بات جلياً أن كل المباحثات الجارية لتأليف الحكومة، قد استنزفت كل الخيارات والإحتمالات، وبالتالي، من الضروري تغيير النمط الحالي لاتخاذ القرار المناسب، مع العلم أن أكثر من عامل سياسي قد طرأ على مسار التأليف تمثّل أبرزها بإصدار المحقّق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، مذكرة إحضار بحق رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب.
ومن ضمن هذا السياق، تقول أوساط نيابية واسعة الإطلاع، أن عملية التأليف قد وصلت إلى مفترق طرق، وأن ميقاتي قد أبلغ أكثر من مرجعية معنية بأن حركة الزيارات الدورية إلى قصر بعبدا، والإجتماعات لم تنجح في تسجيل أي تقدّم دراماتيكي، وإن كانت عملية التأليف قد قطعت شوطاً مهماً خلال الأسبوع الماضي، وليس في الأسبوع الحالي. وأكدت، أن عدم تقديمه أي مسودّة حكومية إلى رئيس الجمهورية في اجتماعهما الأخير، سوى دلالة على أن مشوار التأليف ما زال طويلاً، وبالتالي، بات قرار الحسم يسير في اتجاه تشاؤمي وسلبي، وذلك، بصرف النظر عن كل عمليات الحثّ الدولية، والتي مورست على المعنيين بعملية تأليف الحكومة، والتي كان آخرها أول من أمس، الموقف الذي أعلنه سفير الإتحاد الأوروبي في لبنان رالف طرّاف، بعد لقائه رئيس الجمهورية، حيث اعتبر أن الوقت قد نفد، وأن عملية تأليف الحكومة يجب أن تُنجَز سريعاً، مؤكداً في الوقت نفسه استعداد الإتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان في كافة الميادين.
وأشارت الأوساط نفسها، الى أن الأبرز في كلام طرّاف، هو الحديث عن مخاطر فلتان الأمور من عقالها، والذي تلاقى فيه مع رسالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، الذي شدّد على ضرورة استعادة الإستقرار من خلال تشكيل حكومة فاعلة وبشكل عاجل.
ومن هنا، اعتبرت الأوساط النيابية ذاتها، أن التراشق الكلامي ذات الطابع الطائفي الذي بدأ يُسجّل في الساعات ال48 الأخيرة، وتحديداً بعد مذكرة إحضار الرئيس دياب، قد رسم مساراً جديداً لعملية التأليف، وسيكون على الأرجح مساراً إنحدارياً في ظل التصعيد المرتقب مع ارتفاع منسوب الإرباك لدى العاملين على خط التأليف، والذين يتحدّثون بدورهم عن أن تعديل الأسماء في التشكيلة الحكومية الأخيرة، قد أعاد البحث الى المربّع الأول، كون الإختلافات في الرأي حول بعض المرشحين قد أسقط كل الإتفاقات السابقة التي خلصت الى الوصول إلى مرحلة إسقاط الأسماء على الوزارات.
وعليه، تقول المصادر نفسها، أن ما بعد مذكرة إحضار دياب لن يكون كما قبله، حيث سوف تتدحرج الأوضاع بشكل سريع على المستوى المعيشي، إلا إذا أخذ المعنيون بالإعتبار الرسائل الخارجية والتحذيرات من المجهول الآتي
فادي عيد