المدارس ما بين امكانية العودة واستحالتها:روليان محمود كيفو

المدارس ما بين امكانية العودة واستحالتها:روليان محمود كيفو

تقرير الزميلة روليان محمود كيفو

 

لا تزال وزارة التربية والتعليم العالي تتمسك بالعودة إلى المدارس حضورياً ، في ظل هذه الأوضاع المأساوية الطاغية على لبنان.

وهذا العام الدراسي الثاني على التوالي في ظل الوباء المستجد من فصيلة وباء كورونا.ولا يزال أهالي الطلاب ومدراء المدارس والجامعات متخوفون من الحضور حضورياً في الصفوف،وذلك بعد صدور قرار وزير التربية "طارق المجذوب". ولكن هل الوباء هو المانع الوحيد من عدم تقبلهم لفكرة وقرار العودة إلى المدارس؟


   نظراً للظروف التي حالت مراراً دون عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة بسبب الارتفاع الكبير الذي شهدناه في معدلات الاصابة بكورونا في البلاد والتخوف من انتشاره بمعدلات كبرى عندها. إلا أن هناك إعاقات اخرى تقف بوجه العودة للمدارس.كالوضع الاقتصادي السائد على البلاد وإرتفاع سعر صرف العملة المحلية مقابل العملة الاجنبية ، مما أدى الى غلاء الاسعار وعدم قدرة شراء المواطن للسلع.فالطلاب بحاجة لشراء القرطاسية والكتب وهم بحاجة ماسة لها.ولكن بسبب ارتفاع اسعارها الجنوني لا يمكن للطلاب الحصول عليها وهذا ما يعيق عودتهم للمدارس.


ومثلاً ، على الآراء المتفاوتة بين اهالي الطلاب وبانتظار عودة الحياة الى طبيعتها.على الرغم من قرار العودة الى التعليم المدمج قررت "ميرا" عدم ارسال ابنتها (٩سنوات) إلى المدرسة والإستمرار بالتعليم عن بعد لأسباب صحية بحتة.إذ توضح أن طفلتها تعاني حالة حادّة من الحساسية ويصعب عليها أن تتحمل الكمامة لساعات طويلة،وكانت قد واجهت هذه المشكلة عندما خضعت للإمتحانات حضورياً في المدرسة في مرحلة سابقة.

أما "هدى"ففضلت عدم ارسال أولادها إلى المدرسة والإستمرار بالتعليم أونلاين الذي تعتبره بمستوى جيد في المدرسة أقرب إلى الحضوري. فبحسب رأيها تعتبر الاونلاين أوفر لها من تحملها عبء تكاليف من كلفة التوصيل للمدرسة وكلفة القرطاسية،وهذا ما يمنعها من عودتهم للمدرسة.


 

بالإضافة إلى مشكلة أزمة المحروقات،ونقص في مادة البنزين الذي يعتبر المادة الاساسية للمحركات(وسائل النقل) فمن دون هذه المادة ومع عدم احلال هذه الأزمة تمنع وترفض فكرة "المجذوب" لقرار العودة.


 وردّاً على قرار وزير التربية ، أعلن مدير مدرسة الوطنية الأستاذ "جورج" أنه لا يمكن العودة إلى المدرسة قبل أن تتحقق المطالب ،براتب مصحح، وطبابة،واستشفاء وبدل نقل يوازي ارتفاع اسعار المحروقات.لأن هذا الارتفاع يدفعه الى رفع أجور الأساتذة وذلك على حساب أهالي الطلاب برفع اقساط المدرسة ،وهذا لن يكون عادلاً في هذه الظروف.


وحتى اذا عدّل قرار وزير التربية ، بالحضور المدمج حضورياً وعن بعد (اونلاين) سيكون انقطاع التيار الكهربائي المستمر عائقاً رئيسياً في وجه الطلاب، اضافة إلى انقطاع الانترنت الذي هو العنصر الاساسي للحضور عن بعد(اونلاين).


   كل هذه الأسباب مرتبطة في بعضها البعض ،وعدم احلال عائق واحد من هذه العوائق يجعل العودة للمدراس خوفاً كبيراً على الطلاب.ويجب النظر من كافة الأوجه قبل اتخاذ أي قرار بشأن مصير هؤلاء الطلاب.

إلا ان الحلول لهذه الأزمات فقط لم تضع حدّاً للجدال المستمر والدائم حول هذا الموضوع بين مؤيدين لهذه العودة التي باتت ملحّة وبين رافضين لها لأسباب عدّة.هل يمكن اتخاذ قرار صائب بعد تشكيل الحكومة الجديدة وقبل حلول الموعد الدراسي الجديد؟