فيصل عبد الساتر لموقعنا: لبنان أمام اشهر صعبة

فيصل عبد الساتر لموقعنا:  لبنان أمام اشهر صعبة


تقرير اعدته الزميلة نورا علي باشا


في ظل الانهيار الاقتصادي الذي خنق لبنان وجعله يلفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة الحصار الأميركي الذي فرض عليه لتركيع المقاومة التي تهدد امن "اسرائيل"، ما أدى إلى استفحال الازمات التي اوصلت لبنان الى حافة الهاوية..

 فهذا الحصار الاقتصادي لم يطل الدولة فحسب بل وصلت نتائجه الى الشعب الذي اصبح يعاني من الفقر، وانعدام ابسط سبل العيش الكريم.

وبعد عجز الحكومة عن الوصول لحل ينقذ البلد من هذه الازمات المتتالية وخاصة ازمة البنزين والمازوت التي ادت الى اذلال المواطنين على محطات الوقود وتهديد العديد من المستشفيات بالاقفال والقطاعات ايضا في ظل الحصار الخارحي المفروض عليه من جهة، وازمة الدولار من جهة اخرى، اتخذ الأمين العام لحزب الله" السيد حسن نصر الله "قرار بشراء المحروقات من إيران لانقاذ لبنان من العتمة. ولا شك ان هذا القرار قد لقى قبولا لدى البعض ومعارضة لدى البعض الاخر، الا ان هذا القرار المفصلي أحيا عجلة الحياة بين لبنان ومصر والاردن وسوريا،

والقيام باستجرار الكهرباء من الاردن عبر سوريا الى لبنان و استجرار الغاز من مصر عبر سوريه الى لبنان مما أدى إلى زيارة وفد وزاري لبناني الى سوريا للبحث العملي لتنفيذ هذه الخطوات .


ويبقى السؤال هنا اذا أدخلت الدولة اللبنانية الفيول بطريقة شرعية هل ستفرض أمريكا عقوبات جديدة تزيد من وضع لبنان سوءا وتزيد من انهياره اكثر ام سيكون هناك حل ينقذ لبنان ؟

وان تم ادخالهم دون موافقة الدولة اللبنانية التي من الممكن ان تخشى العقوبات ، سيكون من الصعب ان تتمكن العديد من محطات الوقود التعامل معه او بيعه لاسيما في ظل ارتباط بعضها بالخارج ، وهناك محطات اخرى لن تجرؤ على بيعه خوفا من العقوبات، مما يربط بيعه بعدد معين من المحطات والتابع لجهة سياسية واحدة

وموقع برس نيوز الاخباري اجرى مقابلة مع الاعلامي والمحلل السياسي الاستاذ فيصل عبد الساتر للوقوف عند تلك التساؤلات


 اصبح الحديث الآن في لبنان عن موضوع النفط الايراني وهل النفط الايراني سوف يدخل عبر الموانئ الشرعيه في لبنان وهل تستطيع الدولة اللبنانية على القيام بهذا الأمر دون أن يعرض لبنان للعقوبات الاميركيه ؟؟؟؟

الواضح أنه حتى هذه اللحظة لن يكون هناك نفط إيراني يدخل عبر الموانئ الشرعية اللبنانيه بسبب التهديدات الاميركيه المتواصلة وبسبب هذا الخوف الذي يسكن كل المسؤولين اللبنانيين والادارات اللبنانيه وطبعا هم يبررون هذا الأمر بأن العقوبات الاميركية لها القوة ولها القدرة ولها التأثير حتى وان كانت عقوبات احادية لكنها تستطيع بفعل القوة والسيطرة الاميركيه ان تنال من هؤلاء المسؤولين وتنال من الدولة اللبنانية  

- البعض يقول انه يريد تجنيب الشعب اللبناني العقوبات لذلك يجب ايقاف دخول تلك المواد الى لبنان، ماصحة هذه الأقوال؟؟؟

في واقع الحال هؤلاء يريدون أن يحمو رؤوسهم وان يحمو رؤوس أموالهم لكن اللبناني ليس له علاقة بكل هذا الأمر لا من بعيد ولا من قريب 

لو اجرينا  استفتاء في لبنان لوصلنا الى نتيجة مفادها أن الشعب اللبناني لايهمه من اين أتت هذه المحروقات المهم أن تتوافر هذه المادة لانه كلما انقضت الايام اكثر فأكثر في هذه الدوامة كلما فقد اللبناني كل امل في الحصول على المواد الأساسية من المازوت والبنزين والغاز وغيرها من المواد الأخرى وبالتالي نحن أمام معادلة باتت على الشكل التالي "لا يستطيع اللبنان ادخال هذه المحروقات من إيران عبر الموانئ اللبنانية ثانيا انه حتى الآن لا يعمل على المستوى الدبلوماسي أن يكون هناك استثناء للبنان لان ليس هناك من رغبة لدى الكثير من الأطراف اللبنانية الذين يساهمون في طبيعة تكوين هذا النظام وفي طبيعة تكوين هذه الحكومة من السير قدما في مثل هذا الأمر او على الاقل أن يعملو كما فعل العراق بمنحه استثناء خاص في التعامل بينه وبين ايران علما ان ايران موجودة على قائمة العقوبات الاميركيه بالكامل لكن للأسف اللبناني (بعيشها زيادة عن اللزوم ) فهذه ربما تكون احد اهم العقبات الاساسيه التي تحول دون استقدام النفط الايراني والمحروقات الإيرانية بالطرق (الشرعية ) بين قوسين لان الاعتراض هنا على كلمة شرعيه اعتراض وجيه لان العقوبات عقوبات احادية .

- هل سيدخل النفط الايراني عبر سوريا وعبر الاراضي السوريه بالبر الى اراضي؟،وهل سيكون هناك عقوبات على من يقوم بتخزين هذا النفط الايراني في محطاته او في شركات التوزيع ؟؟

طبعا المسألة هنا تخضع لقرار أصحاب المحطات و الشركات لكن نحن نعلم ان اغلب الشركات في لبنان واتحدث هنا عن شركات التوزيع حصرا هي شركات تبغى الربح ولا تريد أن تعرض نفسها لمثل هذه المغامرة لان هذا الأمر ربما يطالهم بشكل او بآخر ، والعقوبات الاميركيه ممكن ان تجعل هذه الشركات على قائمة العقوبات وبالتالي ان الحلقة المتصلة مابين محطات التوزيع و محطات الاستيراد وطبيعة عملها مع المصارف المراسلة ربما ستخلق حاجز كبيرا بشركات التوزيع من أن لا تقدم على تخزين النفط الايراني .

هل سوف تستكمل هذه القضية ببواخر بانزين ؟

من الواضح أن حزب الله وعد بذلك لكن لنكن صريحين أن الأزمة في لبنان لايمكن أن تحل جذريا بهذه الطريقة إنما هذه الطريقة كان المراد منها كسر حلقة أساسية في لبنان، وهي حلقة المحتكرين والشركات المستوردة الاحتكارية التي ممكن بعد أن تسمع أن هناك خط جديدا فتح على لبنان من إيران الى لبنان ربما هذا الأمر يدفعهم للقيام بشئ ما في هذا الإطار .

- كيف يمكن حل هذه الازمات في لبنان وبطريقة جذرية ؟؟ 

 يجب الاعتماد على عدة عناصر منها: النفط الإيراني ومنها الفيول العراقي ومنها خط الغاز المصري عبر الاراضي الاردنية والسوريه اذا ما ستكملت أعمال الصيانه وبدأ العمل به بفترة وجيزة ...


وختم عبد الساتر بالقول أمام لبنان اشهر صعبه وبالتاكيد هناك سنوات غير مريحة لكن أزمة المحروقات تبقى أزمة أساسية وأعتقد أن حزب الله سيعمل بأي شكل من الأشكال العمل على التخفيف من وطئتها على المواطن اللبناني.