حسن مراد لـ «الديار»: تحرير سعر الصرف يخضع للعبة سياسية قذرة

حسن مراد لـ «الديار»: تحرير سعر الصرف يخضع للعبة سياسية قذرة

ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر مع تشكل الحكومة الجديدة، بدء الحلول الجذرية لمعالجة الازمات العاصفة والصعبة التي يعاني منها لبنان، ويتمنون ان تكون الحكومة الجديدة على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها، وسط تغيّرات اقليمية ودولية قد تساهم في دخول لبنان منعطفا صحيا على المستوى السياسي - الاجتماعي والاقتصادي يعيد ترتيب المشهد برمته.


الوزير السابق حسن مراد قال لـ «الديار» أن المشهد بشكل عام كان في وضع فوضوي منذ 17 تشرين، والانهيار كان اسرع مما كان مخططاً له، فقد كانوا يخططون بان تأتي حكومة تنفذ شروط الصندق، وفي الانهيار ثمة تدحرج سريع أدى الى أزمة اجتماعية واقتصادية كبرى في السلع والمحروقات، فالآبار النفطية التي اكتشفتها الاجهزة قد وجدت هذا العام وليس امر سابق لاوانه، ونحن كنا نناشد حكومة حسان دياب التي اخطأت والتي لم تكن على قدر المسؤولية، واعتبر ان هذه الحكومة مطلوب منها ان تلجم الانهيار، وان تعاود اقلاعها بعد تحقيق الامور المركزية والحقوق الاولية، بشكل متوازٍ مع شروط الصندوق ولم يكن هناك من يتجرأ أن يقوم بهذه الاصلاحات. واشار الى ان الانهيار الاقتصادي حقق هذه الشروط بطريقة غير مباشرة، واكد ان تحرير سعر الصرف يخضع للعبة سياسية قذرة دون تنظيم اقتصادي، فبناء البلد والدولار والانهيار وبناء البلد غير مربوط باسم شخص سياسي او عائلة، والمجتمع الدولي لديه نية مساعدة وليست نية محاصرة. ورأى ان المشاكل الاقليمية التي تتسارع لم تدع لبنان يركب على سكة الحلول السريعة، والعراق ومصر وايران دول صديقة مشكورة تساهم في مساعدتنا، ولكن هذه حلول مؤقتة والمطلوب هوالمعالجة البنيوية للازمات التي تعصف بالبلد على شتى الصعد، وهو اجتثاث الفساد والهدر الذي يعشعش في مفاصل الدولة وسوى ذلك ليس سوى مضيعة للوقت.


وطالب بان تصبح سياسة الاستدانة من الماضي بعد ان دمّرت اقتصاد الكيان ومستقبل قاطنيه، فهذا الدين كنا نأخذه ونعاود الاستيراد به في مكان آخر، فالدورة نفسها ولا مجال لتحقيق ربح وطني في هذه الدورة التي يدرك المجتمع الدولي ان القييمين على لبنان لن يستثمروها في مشاريع انتاجية.


فيما يتعلق بالشق التربوي يتحدث مراد الذي يشغل ايضا مركز مدير عام مؤسسات «الغد الافضل» ان المعيق المركزي للعام الدراسي هو المحروقات، بالاضافة للكورونا التي تركت تداعايتها، ليـأتي الوضع الاقتصادي بمثابة رصاصة الرحمة على الاهالي، وادارة المدارس والمعلمين الذين اضحت رواتبهم دون قيمة تذكر،فالمطلوب اليوم من الدولة السماح للمدارس بقروض ميسرة وشراء البضاعة بالدولار على اساس سعر الصرف الرسمي، وتعويض لكل الاستاذة بدل نقل وتعاقد مع محطات لشراء محروقات مدعومة وسوى ذلك من البديهيات.


فيما يتعلق بالعلاقة مع سوريا ودور سوريا في لبنان والامة جمعاء بعد الانتصارات التي حققتها، يرى مراد ان سوريا هي قلب العروبة النابض، ونحن كنا وسنبقى الى جانب سوريا التي لا مفر للبنان الا ان يتعاطى مع سوريا التي يدخل الطريق معها ما يقارب المليار دولار عبر الاستيراد والتصدير، فسوريا هي البوابة على العمق العربي، وسوريا سيكون لها الدور الاساسي في جامعة الدول العربية، بعد ان اقتنع الجميع ان الرئيس الاسد وسوريا في قلب المعادلة الاقليمية بعد الثبات والانتصار الذي تحقق، وقد رأينا الوفد السوري في الامارات من خلال لقاء وزراء السياحة كنموذج عن عودة سوريا في المرحلة لشتى مرافق الحياة العربية، وهذا الامر الصحي والطبيعي لدولة قدمت الكثير للعروبة

الديار/ زياد العسل