لماذا يعاقَب اللاعب بالإنذار بعد خلعه القميص؟

لماذا يعاقَب اللاعب بالإنذار بعد خلعه القميص؟

يشهد عدد من ملاعب كرة القدم احتفالات غريبة، ومنها احتفالات غير مألوفة. ويُعتبر خلع اللاعب قميصَه بعد تسجيله هدفاً مهماً لفريقه، من أكثر الاحتفالات المُنتشرة، والتي كانت تُعَدّ "ظاهرة" في السابق، ولم يكن يُعاقِب عليها القانون.

يُتوقع، في الغالب، أن يخلع اللاعب قميصه، وخصوصاً بعد تسجيله هدفاً في الوقت القاتل، أو اللعب في بطولات تُعتبر حُلماً لبعض اللاعبين، كاللعب في بطولة دوري أبطال أوروبا، أو كأس العالم. لذلك، ينتظر بعض اللاعبين مثل هذه الفُرص لإظهار فرحته، ولفت الأنظار إليه.

انتشار هذه الظاهرة دعا الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، إلى إقرار قانون في الأول من تموز/يوليو 2004، في محاولة احتواء خلع اللاعب قميصَه في أثناء الاحتفال، على اعتبار أنه سلوك غير رياضي، ويضرّ الروح الرياضية.

واعتبر "الفيفا" أن اللاعب، الذي سيحتفل بخلع قميصه، أو رفع القميص فوق رأسه، أو إن كان رأسه مغطّىً بالقميص، سيتعرّض في هذه الحالات جميعاً للإنذار بالبطاقة الصفراء.

المادة "12" من قانون "الفيفا"

تنص المادة الـ12 من قانون الاتحاد الدلولي لكرة القدم على إنذار اللاعب، في الحالات التالية:

1- الاحتفال عبر تسلّق السياج المحيط بالملعب، أو الاقتراب من المتفرّجين بطريقة تسبّب مشاكل تتعلَّق بالأمن أو السلامة.

2- التصرُّف بطريقة ساخرة، استفزازية أو تحريضية.

3- تغطية الوجه أو الرأس، عبر استخدام قناع أو ما شابه ذلك.

4- خلع القميص، أو تغطية الرأس به

ما الأسباب التي دعت "الفيفا" إلى اتخاذ هذا القرار؟

السبب الأول:

في موسم 2003-2004، سجّل الأوروغوياني دييغو فورلان، مهاجم مانشستر يونايتد السابق، هدف الفوز لفريقه في مرمى ساوثهامبتون قبل 5 دقائق من انتهاء اللقاء، واحتفل فورلان بخلع قميصه، لكن حَكَم المباراة لم ينتظر اللاعب ليرتديه، وأمر باستئناف اللعب منعاً لإضاعة الوقت، الأمر الذي جعل فورلان يلعب وهو يحمل قميصه بيده، ولم يرتدِه إلّا عند توقُّف اللعب.

هذه الحادثة أثارت استياء "الفيفا"، وكانت أحد الأسباب التي عَجّلت في هذا القرار.

السبب الثاني:

يَعتبر بعض اللاعبين أن احتفالهم بخلع القميص، أو رفع أحدهم له على رأسه، فرصةٌ ملائمة من أجل إيصال رسائل مكتوبة، وفي بعض الأحيان تكون رسائل سياسية، ويمكن أن تسبّب مشاكل بين الفرق أو الدول. وهذا ما يرفضه "الفيفا".

السبب الثالث:

تَعتبر الشركات الراعية أن تسجيل اللاعبين للأهداف فُرصةٌ كبيرة في إظهار علاماتها التجارية، على نحو واضح، ويَظهر خلالها صاحب الهدف في وسائل الإعلام والصحف وقنوات التلفزة. لذلك، فإنَّ خلع اللاعب قميصَه يحرم هذه الشركات من تداول علاماتها التجارية، على نحو كبير.

وشهدت ملاعب كرة القدم احتفالات طريفة وغريبة، منها عندما خلع ميركو فوسينيتش، لاعب يوفنتوس الإيطالي السابق، سرواله احتفالاً بتسجيله هدفاً من ضربة جزاء، ضد بيسكارا، في الجولة الـ 31 ضمن منافسات الدوري الإيطالي، في عام 2013. ولم تكن المرة الأولى التي يقوم فيها فوسينيتش بمثل هذا الاحتفال، فسبق له أن احتفل بالطريقة نفسها مع فريقه روما.