جندي أميركي قتل من درّبه على التعذيب في سجن "أبو غريب" في العراق

جندي أميركي قتل من درّبه على التعذيب في سجن "أبو غريب" في العراق

واحد من أبرز المخرجين الأميركيين بول شرودر كشف في فيلمه الجديد "THE CARD COUNTER" عن واقعة حقيقية أقدم خلالها جندي سابق في الجيش الأميركي خدم في العراق على قتل الضابط الذي دربه على أبشع وسائل تعذيب المعتقلين في سجن أبو غريب.

  • أوسكار إسحق وجه صامت من هول التعذيب

هل الفيلم نوع من التطهر من خطايا التعذيب الوحشي الذي مورس في سجن أبو غريب ضد المعتقلين ووصلت الأصداء إلى أنحاء العالم بعد نشر لقطات عما يحدث في الزنزانات من تشويه وترويع بكل أنواع الوسائل المتاحة سواء بالآلات المعدنية والكهربائية أو عبر الحيوانات المفترسة، أم أنها قصة أحد الضباط الأميركيين ويدعى غوردو (يؤدي الشخصية ويلام دافو) الذي كان مسؤولاً عن إعداد العسكريين نفسياً ومادياً للقيام بمهمات التعذيب المختلفة التي أوقعت ضحايا كثيرين بينهم والد الشاب سيرك (تي شيريدان) الذي قضى بسبب دموية ووحشية ولا رحمة غوردو، وهو ما جعل الإبن يبحث في كل مكان عن الرجل للأخذ بثأر أبيه، وقد تسهلت أموره بعدما إلتقى الحندي ويليام تل (أوسكار إسحق -–غواتيمالا) الذي عايش غوردو، وعانى الكثير منه ويريد هو الآخر الإقتصاص منه.

الشريط يركز على تل الذي يعيش وحيداً لا تفارقه أطياف الضحايا، ولا أصوات إستغاثاتهم، يمضي وقته في صالات القمار لأنه يربح، لا صديق له ولا قريب له، كما أنه يبتعد عن النساء ما إستطاع وهو إرتاح لواحدة فقط تدعى لاليندا (تيفاني هاديش)كانت وفية معه بعد إعتقاله إثر إغتياله غوردو في منزله بعد وقت قصير من مصرع الشاب سيرك عندما حاول قتل غوردو الذي قضى عليه، هي الوحيدة التي زارته في سجنه للإطمئنان عليه.

كل المطلوب كان قتل هذا الوحش الذي كانت أوامره ضد السجناء وكأنهم حيوانات يتم التنكيل والترويع بهم من دون أي إمكانية للدفاع عنهم، وكل المطلوب الفوز بإعترافاتهم بأنهم ينفذون عمليات ضد القوات الأميركية في العراق، ويمرر المخرج شرودر كاميراه سريعاً على رجال عراة يساقون كالأغنام ويُعذبون من دون رحمة أو شفقة.

الشريط يرصد التأثير الكاسح لفترة التعذيب التي تعلمها ومارس خلالها أسوأ الأعمال، وهي فرصة سنحت للممثل الغواتيمالي إسحق لكي يصعد من الأدوار الثالثة والثانية إلى الأولى وهو ما بدا واضحاً في دوره ضمن فيلم DUNE، والحقيقة أن الكاستنغ عرف كيف يختار وجهاً صامتاً كاللوح وساهماً على الدوام وكأنه يعيش في كوكب آخر، لكن المقصود إستغلال هذه السمة الطبيعية في وجه الممثل لخدمة الدور وهو ما حصل بالتمام.


  • المصدر: الميادين نت