إمبراطورية "Red Bull"... كيف استغلّت الرياضة وألعاب الفيديو؟

إمبراطورية "Red Bull"... كيف استغلّت الرياضة وألعاب الفيديو؟

شركة "Red Bull" واحدة من أهم الشركات في العالم التي تستثمر في عالم الرياضة. فكيف عملت هذه الشركة على بناء استراتيجيتها التسويقية وصورتها الذهنية؟

  • إمبراطورية "Red Bull"... كيف استغلّت الرياضة وألعاب الفيديو؟ 

عاماً بعد عام، تطورت أساليب واستراتيجيات الشركات المرتبطة بالعلاقات العامة والتسويق، والشركات نفسها كانت تعمل دائماً في البحث عن منابر ووسائل جديدة تخدم حملاتها الإعلامية والتسويقية.

عالم الرياضة، على اختلاف أنشطته، كان من المنابر والوسائل الفعّالة للشركات بتنوع خدماتها والسلع التي تقدمها، وبعض هذه الشركات ربط معظم تسويقه وحملاته الإعلامية بالرياضة، لتصبح صورة الشركة الذهنية متلاصقة بالرياضة.

تطوّرت الوسائل مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الشركات لم تتخلَّ عن الثوابت في استراتيجياتها، ومن بين هذه الشركات "Red Bull"، الشركة التي تنتج مشروب الطاقة، والشركة التي يمكن اعتبارها من بين أنجح الشركات في عالم الاستثمارات في الرياضة والتسويق والعلاقات العامة، حيث كانت البداية من دعم الرياضيين والرياضات، وصولاً إلى دعم لاعبي ألعاب الفيديو "Gamers" ومعاملتهم كرياضيين.

"Red Bull" إبداع في العلاقات العامة والتسويق

  • رياضي ألعاب الفيديو الأميركي ديفيد والش

تأسّست شركة "ريد بول" في عام 1987، ومنذ انطلاقتها رسمت في خريطتها التسويقية أنها ستدخل عالم الرياضة، فأكثر من يهتم لمشروب الطاقة هم من يمارسون الرياضة، وبطبيعة الحال فإن الجمهور المستهدف ليس محترفي الرياضة، لكنها بحاجة إليهم لكي تقنع الناس بأنه مشروب صحي ورياضي، يمنح "جانحين" ولو مجازياً، وهي الجملة العالقة في أذهان معظم المستهلكين "Red Bull Gives You Wings" "ريد بول بيعطيك جوانح".

النمساوي غيرهارد بيرغر، سائق "مكلارين" و "فيراري" في بطولة العالم لفورمولا 1، كان أول رياضي تقوم شركة "Red Bull" بدعمه (Sponser)، وذلك في عام 1989، أي بعد عامين فقط من ولادة الشركة، وتلته رعاية مجموعة كبيرة من الرياضيين والأندية والفعاليات مع مرور السنوات، حيث عملت الشركة على ربط كل الرياضات الخطرة والتي تحتاج إلى مجازفة باسمها، وخصوصاً تلك الرياضات التي تحتاج إلى القفز من المرتفعات والطائرات، وتحولت إلى واحدة من أهم الشركات الداعمة للرياضة في العالم، والتي تبيع مليارات العبوات من مشروبات الطاقة.

وإضافة إلى بيعها مشروبات الطاقة ترعى "ريد بول" فريقين في سباقات فورمولا 1، وواحد منهما يحمل اسم الشركة، كما تمتلك 5 أندية في كرة القدم، وفريقاً للهوكي، وبهذه الطريقة تملك "ريد بول" وسيلة غير تقليدية للتواصل الدائم مع الزبائن أو المستهلكين، من خلال التسويق لنفسها بطريقة عصرية، إضافة إلى الإعلانات في البطولات الكبرى ووسائل التواصل والوسائل الإعلامية.

ولكن الشركة لم تتوقف هنا، بل استمر فريقها الإعلامي في البحث عن وسائل مختلفة ومتشعّبة. لذلك، قامت الشركة في عام 2006 برعاية الأميركي ديفيد والش، وهو رياضي ألعاب فيديو "Esports Athlete"، لتكون سبّاقة في هذا العمل، ولتوضح أن العاملين فيها سبّاقون في الابتكار، في الوقت الذي كانت فيها شركات أخرى تبحث عن تقديم أفضل موقع إلكتروني معاصر "Website".

كيف تجني شركة "Red Bull" الأموال من "رياضيي ألعاب الفيديو"؟

  • "Ninja" واحد من أشهر لاعبي لعبة "Fortnite"

لفهم استراتيجية "Red Bull" في ما يخص "رياضيي ألعاب الفيديو"، يمكننا الانتقال تدريجياً في فكر الشركة التسويقية؛ ففي ما يخصّ الرياضات التقليدية "ريد بول" دائماً ما تنقلها إلى مستوى آخر، تأخذها إلى "الحافة"؛ مثلاً إذا كانت الرياضة هي الركض، تحوّلها إلى الركض على الجليد أو بالقرب من المنحدرات أو في طرقات صعبة، ودائماً ما يكون شكل الحدث يخدم صورة الشركة الذهنية (Brand Image). وبعد الصورة الذهنية، الفريق يدعم مجموعة كبيرة جداً من الرياضيين حول العالم، من بينهم نيمار (لاعب كرة قدم)، وماكس فيرستابن (سائق فورمولا 1)، ورياضيون من بين الأهم في العالم لهم شريحة كبيرة من الجمهور.

كما يمتلك الفريق مجموعة من الأندية الرياضية في منافسات مختلفة. وإضافة إلى هذه الأمور، تملك الشركة مجموعة إنتاج إعلامية خاصة تحت اسم "The Red Bull Media House"، وهذه المجموعة مختصة بإنتاج الشركة الإعلامي، وإلى جانبها تملك "ريد بول" مجلة وقناة تلفزيونية، فضلاً عن حساباتها في وسائل التواصل.

بعد التوقيع مع رياضي ألعاب الفيديو، ديفيد والش، أخذت الشركة تتعاقد مع مجموعة كبيرة من الـ"Gamers"، وتُنشئ لهم فِرقاً، كما تتعاقد مع أهم الفرق وأقواها في مختلف ألعاب الفيديو، وتقوم بتدريبهم في نواحٍ متعددة؛ مثلاً تخضعهم لجلسات مع علماء نفس، وكل ذلك بهدف تطوير قدراتهم وقدرة تحمّلهم والتحكّم في ردود أفعالهم والتخفيف من توتّرهم أثناء اللعب.

  • الكاتب: حسن عطية