الإنتخابات النيابية حاصلةٌ لا محال… وحزب الله خارج الهواجس ؟

الإنتخابات النيابية حاصلةٌ لا محال… وحزب الله خارج الهواجس ؟

حُدِدَ موعدُ الإنتخابات النيابية في شهر أيار القادم، ومعه بدأت كل القوى السياسية تستعدُ لمعركة كسر العظم، التي يراهنُ عليها الجميعُ دون استثناء. تحالفات جديدة، خسارةُ بعض القوى السياسية لعددٍ من مقاعدها بات محسوماً وهو ما حرمهم النوم وجعل منهم أبواق تتكلمُ هنا وهناك، ظهورُ قوى وأقطاب سياسية جديدة قد تغيّرُ شكل لبناني السياسي.



و كعادته بدأ حزب الله بالعمل على نطاقٍ واسع، هو شكَّل لجانًا إنتخابيةً في كل المدن والبلدات والقطاعات والأحياء، وبدأ بإجراء اتّصالات مع كل حلفائه إستعداداً للإنتخابات النيابية التي يراها البعضُ محطةً جديدةً ستنقلُ لبنان من واقعٍ سياسيٍ الى واقعٍ آخر، وهو أي الحزب يكون فعلياً قد دخل مرحلة العمل الجدي من خلال متابعة عناصره على الأرض لأبسط وأدق التفاصيل تمهيداً لإتمام الإستحقاق الأهم، والذي يراهن المتواطؤون مع الخارج بسحقه هو تحديداً حتى ينفذوا سياساتٍ باتت معروفة .


حُسمَ الأمرُ إذاً، الإنتخابات النيابية قادمةٌ لا محال، وما دعوة وزارة الداخلية اللبنانية الهيئات الناخبة لانتخاب أعضاء مجلس النواب في منتصف أيار المقبل، وتوقيع الرئيس ميشال عون عليها إلا تأكيدٌ واضحٌ على إجراء الإنتخابات في موعدها، إلا إذا حصلَ أمرٌ خارجٌ عن الطبيعة.


في العلن الكل يجمعُ على ضرورة إجراء الإنتخابات في موعدها، وفي الكواليس فإن بعض القوى السياسية تخشى على نفسها، وهي تسعى إلى أن لا تخسرَ حتى كرسياً واحداً.


فماذا عن حزب الله؟



وكيف ينظرُ الى الإنتخابات البرلمانية؟


يقولُ البعض في لبنان إن الحزب لا يريدُ إجراء الإنتخابات لأسباب عديدة، لكن الأمر محسومٌ بالنسبة له لجهة إجراء الإنتخابات في موعدها، وقد تكرر ذلك تكراراً ومراراً على لسان قادته الذين يشددون دائماً على ضرورة حصولها، إضافة الى أن الحزب يعملُ بشكلٍ جديٍ وضمن الأطر التنظيمية للإنتخابات في كافة المناطق التابعة له، وهذا ما بات واضحاً ومعلوماً.


أولاً: يستندُ الثنائي الشيعي على القاعدة الشعبية الضخمة التي تحيطُ بهما، وهما كحليفان يعلمان مدى قوتهما الشعبية على الأرض ما يعني ربحاً مضموناً في الإنتخابات.


ثانياً: إصرار الحزب على خوض الإنتخابات مع حلفائه، هو تأكيدٌ صريحٌ على أن الحزب يعرفُ تأييد وإلتفاف الشعب حوله، هو يعلمُ مدى التفاف البيئة الشيعية تحديداً حوله من جهة، والبيئات التي تحملُ طابعاً طائفيا آخر من جهةٍ ثانية.


ثالثاً: تعلمُ كل القوى السياسية بما فيها حزب الله أن الإنتخابات البرلمانية القادمة، وهي ستكون بمثابة استفتاءٍ حقيقيٍ حول سلاح المقاومة، الذي يحضرُ في كل اللقاءات والتصريحات والخطابات من مختلف القوى السياسية التي معه أو ضده، وهذا الإستفتاءُ الشعبي حول سلاح الحزب سيردُ على هجمة الإدارة الأمريكية وبعض أعداء المقاومة في الداخل اللبناني وخارجه الإقليمي والدولي .


رابعاً: في حال لو بقيت تحالفات حزب الله على حالها أو زادت، فإن ذلك سيشكل للقوى السياسية الأخرى التي تحالفت معه زيادةً في عدد مقاعدها، ما يعني أن الأغلبية النيابية ستكون من صالح الحزب وحلفائه.


خامساً : إن المصداقية التي يتعامل بها حزب الله مع كل الجهات والقوى السياسية في لبنان، ناهيك عن الخدمات التي يقدمها للجميع دون استثناء ومن مختلف المناطق والطوائف اللبنانية منذ بداية الأزمة المعيشية والإقتصادية، جعلت منه حاضراً في كل الجبهات، وهذا ما سيعزز إمكانية فوزه بمقاعد نيابية في مناطق مختلفة.


سادساً: حزب الله ذاهبٌ الى الإنتخابات البرلمانية حتماً، وهو يعرفُ تمام المعرفة أنه لن يتأثر ولن يخسر الإنتخابات، لذلك هو يُصرُ على حصولها وفي موعدها، وهو بذلك يدفعُ من يريدُ تطيير الإنتخابات أو تأجيلها الى الواجهة كي يعلم الرأي العام في الداخل اللبناني والخارج من يريدُ إجراء الإنتخابات أو تأجيلها.

فاطمةة شكر الديار