"إسرائيل" فشِلت بـ"المعركة بين الحروب" وحزب الله أقوى من دول الناتو

"إسرائيل" فشِلت بـ"المعركة بين الحروب" وحزب الله أقوى من دول الناتو

ما زالت قضية احتلال قطاع غزّة من عدمه تُثير النقاش والجدال في كيان الاحتلال، حيثُ يؤكّد السواد الأعظم من الخبراء العسكريين على أنّ الجيش "الإسرائيليّ" ليس حاضرًا للقيام بعمليةٍ عسكريّةٍ بريّةٍ لحسم المعركة ضدّ حماس والتنظيمات الفلسطينيّة الفاعِلة في قطاع غزّة، ويؤكّدون أنّ الفشل سيكون من نصيب الاحتلال، مُشدّدّين على أنّ العملية البريّة ستُوقِع العديد من القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال، إنْ كان من الجنود أوْ المُستوطنين، ونفس الأمر ينسحِب على الحرب المُتوقعّة في الشمال مع حزب الله.


وفي دراسةٍ جديدةٍ لمركز أبحاث الأمن القوميّ "الإسرائيليّ"، التابِع لجامعة تل أبيب، تناول الباحث عوفر شيلاح، وهو نائب سابق في الكنيست الصهيونيّ، امتناع كيان الاحتلال منذ سنواتٍ طويلةٍ من اللجوء إلى العمليات البريّة لحسم الحروب، وأكّد في بداية الدراسة على أنّ مَنْ يهرب من العملية العسكريّة البريّة هم عمليًا الخاسِر، على حدّ تعبيره.


وأضاف شيلاح، المُختّص بالشؤون العسكريّة أنّ العملية العسكريّة البريّة مهمة جدًا، وذلك بهدف حسم المعركة والعدوّ، ورفع منسوب التدمير في صفوف العدوّ، وأيضًا شدّدّ على أنّ العملية البريّة مهمّة لأنّها تحسم أولاً وأخيرًا السؤال مَنْ الذي انتصر في الحرب، كما أنّ العملية البريّة تؤدّي إلى تقصير فترة الحرب،على حدّ تعبيره.


وشدّدّ شيلاح على أنّ قيام الجيش "الإسرائيليّ" بفتح النار، أيْ خوض الحرب في مواجهة الأعداء دون عمليةٍ بريّةٍ يؤدّي إلى إطالة فترة الحرب، وكنتيجةٍ لذلك فإنّه يُعرِّض جيش الاحتلال والعمق الإسرائيليّ لضرباتٍ مُوجعةٍ من قبل جيش العدوّ، كما أكّد.


وفي خضّم النقاش الدائر في الكيان حول العملية البريّة نشر مركز أبحاث الأمن القوميّ دراسةً أخرى للباحِث رون طيرا، عارض فيها القيام بعمليةٍ عسكريّةٍ بريّةٍ، حيثُ أكّد أنّ الجزء الأهّم من كلّ أمرٍ عسكريٍّ يكمن في استخدام المصطلح عملية عسكريّة من أجل، ولذا أضاف فإنّ القرار باللجوء إلى العملية العسكريّة يجبْ أنْ يُتخّذ بهدف تحقيق هدفٍ طويل الأمد، الذي بدوره يُساهِم في تحقيق الأهداف الإستراتيجيّة للحرب، على حدّ تعبيره.


الباحِث الإسرائيليّ أكّد في سياق دراسته أنّ الإستراتيجيّة التي تنتهجها إسرائيل في “المعركة بين المعارك” ضدّ حزب الله اللبنانيّ فشِلت في وقف تعاظم ترسانة الحزب العسكريّة، لا بلْ بالعكس نُلاحِظ أنّ بناء القوّة العسكريّة التدميريّة للحزب في تصاعدٍ مُستمّرٍ، كما قال.


وأوضح الباحِث اعتمادًا على مصادره الرفيعة في تل أبيب، أوضح أنّه على الرغم من المحاولات الإسرائيليّة فإنّ حزب الله يمتلك اليوم قوّة عسكريّة خطيرةٍ جدًا، وهذه القوّة أكبر من القوّة التي تمتلكها العديد من دول حلف شمال الأطلسيّ (الناتو)، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّ كلّ يومٍ يمُرّ تزداد القدرات العسكريّة لحزب الله، وذلك يشمل الصواريخ الدقيقة، المُسيّرات الانتحاريّة، صواريخ أرض جوّ، كما قال.


جديرٌ بالذكر أنّ الدراسات الأخيرة التي أصدرها مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، وهو المركز الأهّم في كيان الاحتلال، لم تتطرّق لاندلاع مواجهةٍ شاملةٍ في آنٍ واحدٍ على الجبهتيْن الشماليّة والجنوبيّة، أيْ ضدّ حزب الله والمُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة.


"رأي اليوم" - من زهير أندراوس