هل يزور الحريري بعبدا ومعراب ام يختزلهما ببكركي؟

هل يزور الحريري بعبدا ومعراب ام يختزلهما ببكركي؟


كما «هبة» المصحوبة بالصقيع والبرق والرعد «وولاد عمن»، التي تضرب لبنان لفترة طويلة الامد بحسب تقديرات المختصين بأحوال الطقس، كذلك «هبة من الله» من بها على «الازرق» بعودة رئيسه لفترة تبقى في علم الغيب وظروف الشيخ سعد الامنية والسياسية. فالجمهور «المزرق من البرد» في ظل «كوى ونار» اسعار المحروقات وغياب المساعدات على انواعها، وصلت فرحته لقرعته، فمع رجعة سعد «رجع دولاب الحياة السياسية يبرم»، كأن الزمن وقف في ليلة غافل فيها الجميع ورحل، اما «الرئيس» «فمش مصدق انه رجع الى بيت الوسط»، وان كان بشروط وظروف مختلفة تماما عما كانت عليه يوم «شمع الخيط ومشي»، فالكأس التي سيتجرعها في بيروت لا تقل مرورة عن «زوم الزيتون»، هو الذي ادرك منذ ركب طائرته ان «الجمهور السايب بعلم الناس عالحرام»، تماما كما جاءت انتفاضة «الشيخ احمد» داعيا الحكيم «للعب امام بيته».



واضح ان «رجعة» الشيخ سعد إلى بيروت والتي ظلت مدار اخذ ورد، تأتي في ظل التخبط الذي تعيشه الساحة السنية، والتحديات التي تواجهه، ومن سيملأ الفراغ في حال قرر المستقبل إعادة التموضع، خصوصا ان ثمة نقمة سنية تحت جمر تسليم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بحدود الدور المرسوم له من قبل الثنائي الشيعي وسط حالة سنية عامة من الاحباط والاحساس بالاضطهاد، بشكل خاص طرابلسيا، وقد يكون النائب الماروني خير من عبر عن ذلك حين قال ان الأكثرية سنية معروفة وسندافع عنها.


في كل الأحوال وبحسب مصادر متابعة لمسار الرئيس الحريري، فان عودته لا تأتي من فراغ، فقد سبقها منذ مدة عودة للتواصل بين قيادات في المملكة العربية السعودية والشيخ سعد، كسرت الجليد بين الطرفين وبحثت الخطوط العامة للمرحلة المقبلة، لذلك «كانت النزلة عا بيروت» لترجمة هذا «الاتفاق»، الذي بحسب المصادر، يقضي بأخذ الحريري استراحة محارب، بعد تنظيم الساحة السنية والبيت الأزرق الداخلي، والأهم ان هذا «الاعتكاف» الانتخابي لن يعني ابدا انسحاب من الحياة السياسية بقدر ما هو إعادة تموضعه بهدف فرض توازنات جديدة، تصب في مصلحة «لبنان الجديد» الذي يعمل عليه.


فلقاءات الشيخ سعد في بيروت ستكون مفصلية واساسية في تظهير هذه الصورة، وتأطير «البلوكات المستقبلية» في المكان المناسب وتجييرها لمصلحة مرشحين ولوائح معينة، بحسب المصادر، ما يطرح التساؤلات حول تحالفات تحت الطاولة واين ستصب. أوساط مطلعة على أجواء الزيارة أشارت إلى أن «مشوار» السراي جاء ليؤكد ان رئيس الحكومة ليس وحيدا واضعا حدا لعملية استفراده، دون أن يعني ذلك اي تحالف انتخابي بين الرجلين، متابعة، بالتأكيد ستكون هناك زيارة للوقوف على خاطر استيذ عين التينة، وكذلك لقاء مع بيك المختارة الحليف الطبيعي والدائم، رغم ان كل تلك الحركة تبقى خاضعة للضرورات الأمنية، والتحذيرات التي تلقاها بضرورة حصر التنقلات ضمن الضروري جدا.



وحول زيارته إلى بعبدا، او لقائه مع القيادات المسيحية، رأت الأوسط ان الموضوع يبحث وان كان اي قرار لم يتخذ بعد، واضعة اي زيارة إلى القصر الجمهوري في باب البروتوكول «مش اكتر»، مشيرة إلى أن ابواب بيت الوسط مفتوحة أمام الجميع، مستدركة انه بالتأكيد سيكون هناك تواصل مع غبطة البطريرك الماروني والقيادات الروحية المسيحية، فهو حريص على عدم السماح بتصوير وجود قطيعة بينه وبين الشارع المسيحي، رغم الخلافات مع قياداته السياسية، داعية الى انتظار المفاجآت «فيلي بيجمع من جديد امل والتيار انتخابيا مش صعب انو يجمع المستقبل والقوات» وان كانت الامور تبقى مرهونة بوقتها.


الأسئلة المطروحة منذ فترة، قد تجد لها أجوبة اليوم بعدما عاد «وجه السعد»، «ليعرف الخصوم والأصدقاء أقدارهم وأوزانهم الانتخابية، بعدما أدرك الجميع أن فراغ الوسط لا يملأه إلا زعيم المستقبل».... على «قولة» النائبة رولى الطبش...


ميشال نصر - الديار