تمنى رئيس جهاز المخابرات الروسية الخارجية أن تنشق الأرض وتبلعه بعد الموقف المحرج الذي تعرض له خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الروسي.

كان رجل المخابرات الأول في موسكو سيرجي ناريشكين يقف أمام الرئيس فلاديمير بوتين خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الروسي، أمس الإثنين، وألقى بسؤال عليه كان بمثابة اللغم الذي انفجر في وجهه.

و”نارشكين” رجل قليل الكلام وهو ما أظهرته عدسات المصورين حين “تلعثم” في الرد على بوتين عندما سأله عن موقفه من الاعتراف باستقلال لوهانسك ودونيتسك الانفصاليتين عن أوكرانيا.

ولمرات متتالية يقاطع بوتين رئيس مخابراته الذي لم يستطع حتى بلع ريقه في موقف يشير لتوتره الشديد.

وباغت الرئيس الروسي “ناريشكين” قائلا: “تحدث بصراحة.. هل تقترح بدء عملية تفاوض أم تعترف بالمنطقتين دولتين مستقلتين؟”.

فسارع ناريشكين بالرد، غير أن حرفا واحدا (السين) كان كفيلا بوضعه في موقف حرج عندما قال: “سأدعم قرار الاعتراف”، لكن بوتين قاطعه مجددا: “تدعم القرار أم أنك ستدعم القرار، تحدث بوضوح يا سيرجي”.

ثم زاد ناريشكين الطين بلة عندما استطرد قائلا: “أدعم انضمامهما للاتحاد الروسي”، لكن بوتين نبهه إلى أن هذا الأمر غير مطروح للنقاش في الاجتماع، وأن ما تتم مناقشته هو الاعتراف بهما دولتين مستقلتين.

لتنتهي المناقشة كما أرادها بوتين بإعلان رئيس المخابرات الروسية دعمه لقرار الاعتراف باستقلال الجمهوريتين.

واليوم الثلاثاء صادق برلمانا لوهانسك ودونيتسك على معاهدة الصداقة والتعاون المتبادل مع روسيا.

ووقعت روسيا مع كل من جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين معاهدة صداقة وتعاون ومساعدة فور إعلان بوتين الاعتراف باستقلالهما عن أوكرانيا.

وتشمل بنود المعاهدة: الدفاع المشترك، وإجراءات مشتركة لحراسة حدود الجمهوريتين، وحق الاستخدام المتبادل للبنية التحتية العسكرية والقواعد العسكرية على أراضي بعضهما البعض على أن تستمر المعاهدة لـ10 سنوات قابلة للتجديد.

وحركت موسكو طوابير من العربات العسكرية التي تشمل دبابات في ضواحي دونيتسك، عاصمة إحدى المنطقتين الانفصاليتين شرقي أوكرانيا.

وقوبل القرار الروسي بالاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين كجمهوريتين بردود فعل دولية قوية، كان بينها تحذير كل من أمريكا وألمانيا وفرنسا، في بيان مشترك، موسكو من أن خطوة الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوهانسك “لن تمر دون رد”.

المصدر: صوت بيروت انترناشونال