خاص : احادية القطب قد ولت

أحادية القطب قد ولّت!
من ما لا شك فيه بأن ما شهدته الآونة الأخيرة من احداث متسارعة تستدعي التوقف عندها،ففي ليلة وضحاها استيقظ العالم على موازين جديدة للقوى،"الرعب الروسي" نفذ عملية خاصة على "أوكرانيا" الجار القريب البعيد،القريب في المسافة واللغة والشعب،والبعيد كل البعد في السياسة ووجهة النظر القومية والاستراتجية الميالة الى احضان الغرب، أوكرانيا الضحية أو الفريسة ، ضحية "تهييج" الغرب لها على جارتها الكبيرة،وفريسة تقاطع السياسات الخاطئة دون تقدير الموقف،لطالما دأبت أوكرانيا على استفزاز،واستنفاذ صبر روسيا،طامحةً بالإنضمام للقارة الأوروبية،وربما لحلفٍ أثبت في هذه الحرب أو الأزمة رغم تعدد دوله المؤسسة له على رأسهم الولايات المتحدة الأميركية بأنه أوهن من أن يحمي نفسه حتى،وسقطت صورة ذلك المارد المسمى بال"ناتو" الى دون رجعة وضربت روسيا على الطاولة ونفذت ما قد وعدت به منذ زمن إن لم يرتدع الغرب ومعهم أوكرانيا التي تساهم في تهديد أمن روسيا القومي،فأوروبا التي تتغذى من الغاز الروسي قد بدأت تخفض حدة البيانات شيئاً فشيئاً،كونها تعي أن استراتجيتها تفرض عليها سياسة "الجار القريب ولا الجار البعيد" وتحسب حسابها من موجة لاجئين جدد قد يشكلو عبئاً على اقتصادهم الذي بدأت تبان تبعات زعزعته في ظل هذه الازمة،اذ ان اوروبا تعتمد على الموارد الخارجية لتقويم اقتصادها وليس لها اي مصلحة في ضرب اي دولة تغذيها بأي مواد طبيعية او لتوليد الطاقة،والسبب الثاني هو المشاكل الموجودة اصلاً خلف الكواليس بين اوروبا واميركا حول بعض بلدان العالم ولعلمهم ان الولايات المتحدة تترك حلفائها دائماً،ونعود للتخبط الاوكراني الذي بان على قيادات الصف الاول حيث انهم اعتبروا بأنهم قد خُذلوا في المعركة ولم ينفذ الغرب واميركا وعودهم بالدعم الذي أملوا ان يحصلوا عليه،فلم يتحرك جندي واحد للمدافة عن اوكرانيا سوى الاوكرانيون نفسهم،فليس بمقدورهم ان يتراجعوا،وليس بمقدورهم ايضا ان يتقدموا اما قوة عظمى،وبدأ الرئيس الاوكراني "فلوديمير زلنسكي" بدعوة "بوتين" للحوار معه والجلوس بقربه الى طاولة الحوار،وأخيراً يبقى السؤال المهم،هل يجلس الأوكران للحوار تحت وطأت الضربات الروسية ويعودوا الى رشدهم؟ وعلى الصعيد العربي هل بات العرب غير مقتنعين بالتحالف مع قطب ضد قطب آخر على مبدأ اصدقاء الجميع؟ وهل بدأ حلفاء اميركا بالمنطقة بمراجعة حساباتهم تجاه تحالفهم وادراكهم بأن الولايات المتحدة تترك حلفائها دائماً؟ وهل أتى تصريح الأمير محمد بن سلمان اللافت "بأن ايران جارة ولا بد من التعايش سوياً" تأكيداً على بدء مرحلة جديدة من إعادة النظر في السياسات الخارجية لبعض الدول؟ كل هذا ستكشفه نتيجة الازمة الاوكرانية الروسية والى ما ستؤول اليه النتائج،فعلى قدر ما الحرب موجعة في كل اشكالها،الا ان هذه الازمة صفعة ليستفيق العالم بأسره،واعادة تقسيم لموازين القوة من جديد.
BY:
RAMY SOLH