انقلاب انتخابي في دائرة صيدا–جزين... القوى السياسية مأزومة بعد عزوف الحريري
تتجه أنظار المراقبين الى "دائرة صيدا–جزين" الانتخابية، لجهة اسماء المرشحين، عشية اقفال باب الترشيح الرسمي يوم غد الثلاثاء في 15 اذار الجاري، اذ سترسم صورة اولية عن حجم المعركة التنافسية وكيف سترسو التحالفات في دائرة تعتبر من أكثر الدوائر في لبنان تعقيدا وتشابكا، بعدما جمع القانون الانتخابي مدينة صيدا مع قضاء جزين، دون ان تجري مصالحات جدية، فجاءت التحالفات السابقة في استحقاق العام 2018 "هجينة"، وسرعان ما انفرط عقدها حاليا.
وتؤكد مصادر صيداوية لـ"النشرة"، ان عوامل عدة طرأت على الانتخابات الحالية وزادتها تعقيدا وغموضا واحراجا وانغلاقا وجعلت كل القوى السياسية مأزومة وأبرزها:
-استنكاف "المستقبل" عن خوض غمار الانتخابات خلافا للمرات السابقة، بعد قرار النائب سعد الحريري تعليق عمله السياسي وعزوفه عن الترشح والتزام رئيسة الكتلة النائب بهية الحريري به، ما جعل "التيار الازرق" امام ثلاثة خيارات في صيدا، ترشيح شخصية مقربة منه وهو ما رفضته الحريري نفسها، وتبدو ان صفحته طويت الا اذا حدثت مفاجأة بعد دخول رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على الخط والدعوة الى المشاركة في الاستحقاق وعدم ترك الساحة السياسية، او عدم المشاركة (استنكاف اشبه بالمقاطعة الضمنية) أو ترك حرية الخيار للناخبين، ما يعني عمليا تراجع نسبة التصويت وانخفاض الحاصل الانتخابي الذي قارب في السابق نحو 13 الف.
-دخول الحراك الاحتجاجي اي الناشطين في مجموعات "حراك صيدا" على خط المنافسة بهدف محاولة التغيير، غير انها اصطدمت بعقبة عدم التوافق حتى الان على لائحة موحدة، بعد ارتفاع عدد المرشحين وأبرزهم "اسماعيل حفوضة، الشيخ محيي الدين عنتر، رنا الطويل، وليد السبع أعين، محمد الظريف، هانيا الزعتري"، على ان يعقد اجتماع قريب لحسم الخيار بعد اعلان كل من حفوضة وعنتر تشكيل لائحة "التغيير" تحالفا مع العميد المتقاعد جوزيف الاسمر في جزين.
-قرار الامين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور اسامة سعد خوض غمار الانتخابات هذه الدورة "على نقيض قوى السلطة"،"منحازا الى "انتفاضة 17 تشرين الأوّل 2019"، واعتبارهافرصة لتقويض شرعيات تآكلت، وتثبيت أخرى اكتسبت شرعية شعبية في ساحات النضال وميادينهاوفق ما أعلن، ما يعني انفراط عقد التحالف مع النائب الجزيني ابراهيم عازار المدعوم من حركة "أمل" ورئيسها رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وهذا القرار فتح الباب امام تحالفين جديدين، الاول: بين سعد نفسه والدكتور عبد الرحمن البزري في تكرار لتجربة مشتركة في خوض الانتخابات البلدية في العام 2004 والتي حملت البزري الى رئاسة مجلس بلدية المدينة، والثاني: بين عازار والمرشح الصيداوي نبيل الزعتري، على ان ينضم اليهما المرشح جوزيف سكاف والبحث جار لاستكمال تشكيل اللائحة.
-انفراط عقد التحالف الانتخابي بين "التيار الوطني الحر" وكلا من الدكتور البزري نفسه، والمسؤول السياسي لـ"الجماعة الاسلامية" في الجنوب الدكتور بسام حمود، اذ ان التجربة السابقة اثبتت انهما كانا رافعة لفوز النائبين زياد أسود وسليم خوري.
-بقاء الخلافات داخل "التيار الوطني الحر" في جزين على حالها، بل تفاقمت بين النائب أسود، والنائب السابق أمل ابو زيد، رغم ان التيار طلب منهم الثلاثة(اسود وأبو زيد وخوري)، إضافة الى منسق صيدا عبد الله بعاصيري، تجهيز أوراق ترشيحهم، وإمتدادا إستبعاد ابرامه تحالفا مع الثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله)، حيث تترد معلومات ان الحركة ستدعم عازار... بينما الحزب سيوزع اصوات ناخبيه بين حركة "أمل–عازار" و"التيار الوطني الحر"، فيما ستصب في صيدا الى المرشح الزعتري.
-اصطدام "الجماعة الاسلامية" بعقبة التحالفات السياسية، مع استبعاد التحالف مع "التيار البرتقالي"و"القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية"، ولكل منهم حسابات سياسية وصيداوية خاصة، ما يجعل المرشح حمود امام خيارين أحلاهما مر، التحالف مع شخصيات مستقلة وهي لن تؤمن له حاصلا انتخابيا، يعني بالمفهوم الشعبي خوض معركة خاسرة الا اذا اراد ان تكون صوت اعتراض، او عدم الترشح والانسحاب في ظل هذه المعادلة التي تعيشها صيدا للمرة الاولى في الانكفاء بل الانغلاق.
-الثابت الوحيد الذي لم يتغير، تكرار تجربة الانتخابات بين رئيس تجمع "11 آذار" رجل الاعمال مرعي ابو مرعي و"القوات اللبنانية" ولكن هذه المرة دون الكتائب، تبدلت اسماءالمرشحين فقط، اذ رشح ابو مرعي المهندس نهاد الخولي (الدورة السابقة ابن شقيقته سمير البزري)، فيما دعمت "القوات" المرشحة المستقلة الدكتور غادة ايوب بوفاضل والمهندس سعيد الاسمر (المرة السابقة عجاج جرجي حداد)، بينما الكتائب تتجه الى ترشيح عضو المكتب السياسي عن منطقة جزين كلود حجار او دعم مرشح مستقل.