خلافات التيار ــــ ميقاتي تعطّل الخارجيّة
واصل الدبلوماسيون والموظفون في وزارة الخارجية، اليوم، إضرابهم الذي أعلنوه يوم الجمعة الماضي احتجاجاً على تأخير التشكيلات الدبلوماسية، فيما لا يبدو الالتزام بالإضراب شاملاً. وقد حضر قسم كبير من الموظفين الى الوزارة يوم الجمعة من دون أن يزاول الجميع أعمالهم.
الإضراب جاء احتجاجاً على التأخير المستمر في إقرار مجلس الوزراء مشاريع التشكيلات والتصنيفات والترفيعات في الوزارة، وبعدما أبلغ وزير الخارجية عبد الله بوحبيب سفراء في الإدارة المركزية ومسؤولين في الدولة بأنه يشعر بعدم رغبة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في إقرار التشكيلات سريعاً. وبحسب معلومات «الأخبار»، فقد أرسل الوزير إلى رئيس الحكومة اقتراحات عدة تتراوح بين تشكيلات جزئية وموسعة، إلا أن التعديلات التي أتته من رئاسة الحكومة تشير إلى عدم رغبة رئيس الحكومة في إقرارها.
ميقاتي، من جهته، عبّر عن موقفه من السجال حول التشكيلات في تقرير إخباري نشره موقع «ليبانون 24» الذي يملكه، جاء فيه أن رئيس الحكومة اتفق على معايير مع وزير الخارجية، لكن ما وصله من مسوّدات للتشكيلات والتصنيفات لم يراع هذه المعايير. ويريد ميقاتي، بحسب التقرير، إعطاء الأولوية لسفراء الإدارة المركزية الذين مضى على وجودهم في لبنان أكثر من 10 سنوات وضرورة نقلهم الى سفارات في الخارج، حيث أمضى سفراء أكثر من عشر سنوات بعيداً عن الإدارة المركزية ما يشكل مخالفة قانونية.
وتحدثت مصادر في الوزارة عن خلافات تتجاوز التباين حول من يتولى هذه السفارة أو تلك، إلى خلاف مستحكم بين فريق التيار الوطني الحر، الذي يفترض أن الوزير يمثّله، وفريق رئيس الحكومة، إذ إن التيار يرغب في عدم تدخل المسلمين في المواقع التي تخص المسيحيين، فيما يتهم فريق ميقاتي التيار والوزير بأنه يريد إدخال تعديلات تخص مواقع تتعلق بطوائف أخرى. كما تجدّد الخلاف حول مصير الأمين العام للخارجية السفير هاني شميطلي الذي يسعى فريق التيار الى إبعاده، وكان يفترض أن يتولّى سفارة في الخارج، فيما يفضّل رئيس الحكومة أن يبقى في مهمته لبعض الوقت. وتردّد في هذا السياق أن بوحبيب يفكر في إصدار أمر مهمة يكلف شميطلي بموجبه تولّي أمور سفارة لبنان في إحدى العواصم العربية.
إلى ذلك، وافق وزير الخارجية على اقتراحات اللجنة المكلفة إعداد آليات العمل الخاصة بإجراء الانتخابات في الخارج، وحوّلها الى قرارات أبلغت الى السفارات التي يفترض أن تباشر في تنفيذ بعض الإجراءات اللوجستية كاستئجار القاعات المخصصة لاستضافة أقلام الاقتراع.