عن الحزب وتبديد هواجس الحلفاء

عن الحزب وتبديد هواجس الحلفاء

ندى اندراوس


أتت إطلالة السيّد حسن نصر الله الاخيرة لتصوّب مسار مقاربة «حزب الله» للانتخابات النيابية والنتائج التي يرجوها. صحيح انّ الحزب يريد ان يحقق مع حلفائه الغالبية في برلمان 2022، لكنه يدرك ان ليس بإمكان فريقه الحصول على الثلثين ولا حتى الفريق الآخر.


وبالتالي، إنّ اتهام الرئيس السنيورة الحزب بالسعي الى الثلث المعطّل من خلال الفوز بثلثي اعضاء المجلس النيابي، فَشل، ولا يمكن استثماره والتخويف منه.


أكثر من ذلك، في حسابات الحزب أنه حتى لو حقّق أي أكثرية فهو وحلفاؤه يدركون مسبقاً أنه لا يمكنهم التفرّد بالسلطة، ولا أي فريق يمكنه التفرد بها. والماضي القريب خير شاهد على ذلك.


ففي انتخابات 2009 فازت 14 آذار بالاكثرية ولم تنجح في تشكيل حكومة وادارة البلد الّا بالتفاهم مع الاخرين.


وفي 2018 فازت 8 آذار مع حلفائها بالاكثرية ولم تشكّل حكومة الا بالتفاهم مع القوى الاخرى وسمّت سعد الحريري رئيساً للحكومة.


في توقيت اطلالة السيّد والحديث عن الانتخابات، امتداد لاستضافته باسيل وفرنجية والنقاش الذي حصل والنتائج التي انتهى اليها.


نتائج تبدأ من إراحة الحليفين، ولا سيما باسيل، في الساحة المسيحية، عبر توجّه الحزب الى ذاك الجمهور للقول انه لا يريد تغيير وجه لبنان لا السياسي ولا الاقتصادي، لا بالذهاب شرقاً ولا بتطيير أي اتفاق مع صندوق النقد الدولي ولا حتى السعي خلف الثلثين والذهاب بالبلد الى مؤتمر تأسيسي وتعديل الدستور.


هواجس يعلم الحزب انها بدأت تزداد في الشارع المسيحي ويستثمرها خصومه في الاعلام.


وبالتالي، فإنّ قاعدة «لا نريد أن نحكم لوحدنا» تُريح حلفاء الحزب المسيحيين، لمنع التصويب عليهم وتخوينهم في ساحتهم. لكن: «لا نريد أن نحكم لوحدنا، أي أننا شركاء لا محكومين من قبل الاخرين». تفصيل مهمّ يشدّد عليه الحزب لكن لا يعني انه ذَلّل كافة العقبات من أمام الانتخابات.


فهو يبدو واثقاً من فوزه وحركة «أمل» بالمقاعد الشيعية الـ 27 ثقةً انسحَبت على الساحة السنية بعدما بذل جهدا كبيرا لترميم بعض الخلافات بين حلفائه السنّة، أثمرت تفاهمات على مستوى لائحة حسن مراد في البقاع الغربي والتحالفات في عكار وتحالف فيصل كرامي وجهاد الصمد في الشمال.


لكنّ الساحة المسيحية بقيت الخاصرة الرخوة في الاستراتيجية التي رسمها للانتخابات الى أن أتى لقاء باسيل فرنجية بضيافة نصر الله ليحقق بنتائجه الهدف الثالث، ونجح في مصالحة حليفيه المسيحيين، والذي من خلالها اطمأنّ للمعارك الانتخابية التي سيخوضانها في دوائرهما بمواجهة هادئة، وفي التعاون في دوائر أخرى.


تعاون انتخابي يشكّل فاتحة للتفاهم على مجموعة من الخطوات المستقبلية والذهاب بموقف واحد ضمن الحلف الواحد عند الاستحقاقات المهمة، كالاتفاق مع صندوق النقد الدولي وتشكيل الحكومة وصولاً الى انتخابات رئاسة الجمهورية.


لكن هل كل هذه الجهود التي بذلها الحزب تكفي ليذهب مع حلفائه قوياً الى المعركة في ١٥ أيار؟ أم أن عودة السفراء الخليجيين ولا سيما السفير السعودي الى بيروت في زمن الانتخابات ستُعيد تحصين الساحة السنية بوجه تمدّد الحزب وحلفائه فيها؟



عودة لا يضعها الحزب في هذا الاطار ولا يرى في «حركة الزيارات» الى السفارة السعودية، لا سيما من قبل قوى سنية تحاول تقديم نفسها كبديل عن سعد الحريري وزعامته، «حركة فيها بركة» انتخابياً.