مخاطر التبغ على الصحة والبيئة

مخاطر التبغ على الصحة والبيئة

أحيت الجامعة الأميركية في بيروت AUB، ومركز المعرفة العالمي حول تدخين النرجيلة KH-WTS، وجمعية «حياة حرة بلا تدخين» TFI، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية WHO، اليوم العالمي للحد من استخدام التبغ، في ندوة ناقشت الآثار الضارة المترتبة عن استخدام التبغ على صحة الأفراد وسلامة المجتمعات والبيئة، تحت شعار اليوم العالمي للحد من استخدام التبغ 2022 «التبغ: يهدد بيئتنا»، هَدفت إلى التحذير من مخاطر التدخين.


شارك في الندوة التي أقيمت في مركز حليم وعايدة دانيال الأكاديمي والعلاجي في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، ممثّل وزير الصحة العامة فراس الأبيض أستاذ الطب السريري في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت عرفات طفيلي، نواب، الفريق الإداري والقيادي في الجامعة الأميركية في بيروت والمركز الطبي، بالإضافة إلى وجوه مجتمعية داعمة ومناصِرة لمثل هذه المبادرة.


وقال بيان للأميركية: «المتحدثون سلّطوا الضوء خلال الندوة على خطورة تعاطي التبغ الذي يؤدي إلى الإدمان على النيكوتين والتعرض للسموم والمواد المسرطنة، وعلى أهمية إدراك وفهم أنّ منتج التبغ الآمن غير موجود ولن يكون متوفراً على الإطلاق. كما أكدوا على أهمية تشجيع الناس وحثّهم على عدم الإنجرار واستدراجهم إلى إغراءات منتجات التبغ، سواء كانت النرجيلة أو منتجات التدخين الإلكتروني vaping التي انتشرت مؤخراً مثل منتجات التبغ الساخن أو السجائر الإلكترونية، إذ انّ جميع هذه المنتجات تشكل خطورة على صحة المدخنين وعلى صحة من حولهم».


ولفت البيان الى أنّ «استخدام التبغ يؤدي إلى عدد من الأمراض غير المعدية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض الانسداد الرئوي المزمن وارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان. إذ يموت سنوياً نحو 8 ملايين شخص بسبب استهلاك التبغ، ما يجعله سبباً رئيسياً للوفاة في العديد من البلدان، بما في ذلك لبنان. علاوةً على ذلك، فإنّ الانتشار الواسع لاستهلاك التبغ في لبنان يؤثر على صحة الأفراد كما بات أيضاً يشكل عبئاً اقتصادياً على البلد.


وقالت مديرة مركز الصحة والعافية في الجامعة الأميركية في بيروت وأخصائية الإقلاع عن التدخين مايا روماني: «هذه السنة، يركّز اليوم العالمي للحد من استخدام التبغ، على التهديد الذي يشكله التدخين على البيئة التي نعيش فيها. وفي هذه المناسبة، ندعو الحكومة وصنّاع السياسات إلى تنفيذ القانون رقم 174، الذي يمنع التدخين في جميع الأماكن العامة الداخلية ويمنع الإعلانات والترويج ورعاية منتجات التبغ. وندعو إلى تعزيز الإجراءات والتشريعات لجعل المنتجين مسؤولين عن التكاليف البيئية والاقتصادية الناتجة عن منتجات نفايات التدخين».


بشور


بدوره، شدّد أستاذ علم التربة وتغذية النبات في كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت عصام بشور على أهمية زراعة محاصيل بديلة للتبغ في لبنان، قائلاً: «على الرغم من أنّ زراعة التبغ في لبنان تقلل من استيراد التبغ وتوفّر لبعض الناس دخلاً محدوداً، إلا أنها تتسِم بالكثير من العوائق والنتائج السلبية على المزارعين وعلى البيئة. إذ يعمل المزارعون مع أسَرهم بجهد للحصول على الحد الأدنى من الأجور فقط، وفي الوقت نفسه تتعرّض العائلات والعمال لسموم النيكوتين. نتيجةً لذلك، يُنصح المزارعون بزراعة محاصيل أخرى مثل الزعتر والزعفران، والسمسم، والفول السوداني والذرة. ولقد تم اقتراح نظام ناجح لزراعة الزعفران والزعتر، وفي نفس الوقت إنتاج العسل في نفس الحقول. فمع هذا النظام المقترح، يمكن للمزارعين على الأقل مضاعفة دخلهم وتحسين نوعية حياتهم وسبل عيشهم، علماً أن الزعفران هو أغلى أنواع التوابل في العالم، وقد ثبت نجاح زراعته في لبنان».



زعتري


من جهته، قال مدير برنامج اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية في شأن مكافحة التبغ والمعرفة حول تدخين النرجيلة الدكتور غازي زعتري: «إن المنتجات الناشئة وما يسمّى vaping، مثل السجائر الساخنة والسجائر الإلكترونية، هي منتجات سامة وتنطوي على مخاطر على الصحة وتكرّس الإدمان على النيكوتين. لذا، يجب التنبّه لعدم الاستسلام للإدعاءات الكاذبة والتي لا أساس لها من الصحة من قبل دوائر صناعة التبغ بشأن تقليل الضرر الناتج عنها. للأسف، هذا القطاع والمجال الصناعي يضع المصلحة المالية فوق مصلحة الصحة العامة، بما في ذلك مصلحة الشباب».


القراب


وقالت مؤسسة ورئيسة جمعية «حياة حرة بلا تدخين» نادين كيروز القراب: «أودّ أن أتوجه بالشكر إلى الجامعة الأميركية في بيروت على اهتمامها ومثابرتها منذ سنوات في مكافحة التبغ. هذه هي القيَم التي تجمعنا معاً مع جمعية حياة حرة بلا تدخين، ما يجعلنا شركاء منذ 20 عاماً ونُناضل سوياً من أجل هذه المهمة. تأسست جمعية حياة حرة بلا تدخين في العام 2000، وذلك انطلاقاً من تجربة شخصية، حيث ركزت جهودها على رفع مستوى الوعي بين الشباب وتمكينهم، بالإضافة إلى المساهمة المهمة التي قدمناها في التصويت على القانون رقم 174 وتطبيقه. وحالياً، وأكثر من أي وقت مضى، نعتقد في جمعية حياة حرة بلا تدخين، أنّ من أولوياتنا متابعة عملنا في المدارس والجامعات، بهدف بناء بلد خالٍ من التدخين قائم على جيل جديد يتمتع بقيَم صحية وبنّاءة، حتى لا نسمح لهم بالغرق والانجرار إلى الحالة الصعبة التي يمر بها لبنان».



صليبا


وقالت أستاذة مادة الكيمياء في الجامعة الأميركية في بيروت النائب نجاة صليبا: «يؤدي تدخين النرجيلة إلى المزيد من الأضرار البيئية من خلال الاستخدام المكثّف للأنابيب البلاستيكية، وبالتالي صعوبة التخلص منها».


طفيلي


أما ممثل وزير الصحة فأعلن عن «خطط قيد الإعداد متعلقة بالخطة الوطنية للسرطان التي ستتناول مختلف جوانب رعاية مرضى السرطان وأهمها الوقاية من السرطان ومكافحته. وسيشمل ذلك تنسيق الجهود بين مختلف الهيئات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية».


البيان


وأوضح البيان أنه «تم اختيار شعار هذا العام «التبغ: يهدد بيئتنا»، بناءً على العديد من العوامل البيئية، بعضها يشمل: 200 ألف هكتار يتم مَسحها سنوياً لزراعة التبغ، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية يتم قطع 600 مليون شجرة كل عام لهذا الغرض. وتقدّر انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنحو 84 مليون طن، حيث ينبعث من كل سيجارة نحو 14 غراماً من ثاني أوكسيد الكربون، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري. وتستهلك مزارع التبغ المزروعة ما يقدّر بـ 22 مليار طن من المياه العذبة، كما تستهلك كل سيجارة 3.7 لتراً من الماء. هذا إلى جانب التلوث البيئي الذي تسبّبه أعقاب السجائر والفلاتر والجسيمات البلاستيكية ونفايات السجائر الإلكترونية. ففي العديد من البلدان، تمثّل هذه النفايات 25 إلى 30 في المئة من عمليات تنظيف المناطق الساحلية والحضرية، ويستغرق تفكّك هذه النفايات وتحلّلها سنوات طويلة».



وذكر أن العديد من المتحدثين شددوا على «أهمية تعزيز قوانين مكافحة التبغ الحالية في البلاد وإعادة وضع أنظمة وقواعد جديدة، تتعلق باستخدام منتجات التبغ والنيكوتين التقليدية والناشئة وذلك لحماية الأفراد، لا سيما الشباب والبيئة.