بسبب الطائفية لبنان محكوم بالدمار وشعبه بالانتحار .

بسبب الطائفية لبنان محكوم بالدمار وشعبه بالانتحار .

بقلم ناجي امهز


لا يختلف اثنين على ان مقتل لبنان هو الطائفية التي كرستها الحرب الأهلية وعجز اتفاق الطائف عن الخروج منها وعلاجها بسبب العصبية المذهبية التي حلت مكان المواطنة التي تعني أن يكون المسؤول اي كان مركزه أو وظيفته هو راعي لكل الوطن.


* المواطنة تعني بأنه عندما يتقدم أحد الوزراء بمشروع لزيادة الضرائب يقف بوجهه وزير آخر ويقول له يا اخي لا يجوز زيادة الضرائب والشعب يعاني وبحال لم يرتدع الوزير ويتراجع عن مشروع زيادة الضرائب حينها يحرك الوزير الذي مهما كانت طائفته غالبية الشعب بكل طوائفه.

* المواطنة تعني بأن تبحث الدولة عن الحلول لشعبها، مثلا الدولة التي تريد رفع أسعار المحروقات يجب عليها تأمين نقل مشترك.

* المواطنة تعني بأنه عندما يتحرك القطاع العام لرفع اجوره أن يتحرك معه المسؤول ويقول لهم انا مع زيادة معاشاتكم ولكن لن اقبل بأن يتم رفع أجور الفئة الأولى التي هي اصلا رواتبها مرتفعة، هنا يجسد المسؤول شعورا بالانتماء والهوية ويخلق قيما وطنية حقيقية.

* المواطنة تعني بأنه عندما يتقدم مسؤول بمشروع تحصيل الضرائب مع فوائد مرتفعة تحت حجة حقوق الدولة أن يقف بوجهه مسؤول آخر ويقول له يا اخي لماذا هذه الخصومة مع الشعب الذي هو يمول الدولة وبما ان الهدف هو جمع المال للخزينة ليتم تقسيم هذه المستحقات على دفعات، هكذا يكون المواطن قادر على التسديد وتجبي الدولة اموالها، ولكن أن نثقل كاهل المواطن بتسديد كافة المستحقات دفعة واحدة فهو لو كان قادرا على التسديد لما حصل هذا التراكم.

* المواطنة تعني بأن الدولة هي التي احتمي فيها، ليس التي اخشاها واخاف منها وأشعر بظلمها وفسادها، 

* المواطنة تعني انه عندما أشاهد الجيش أن اقف تأهب وارفع يدي بالسلام وأنشد كلنا للوطن، حينها لن اسمح لنفسي بأن اقتلع شجرة أو ارمي النفايات على الطرقات أو اقبل بأن أسكت عن الخلل لان الوطن هو يعادل كيان وجودي.

* المواطنة تعني انه عندما أشاهد المقاوم الذي دافع عن ارضي وعرضي ووجودي وضحى بعلمه وشبابه من أجلي، هو أن اعانقه واقبل لحيته واشد على يده واخاطبه همسا وأشكره على عظيم تضحيته وجهاده وان أضع في منزلي صورة له اخبر ولدي عنه أنه بمثل هكذا رجال تصان الاوطان وأعلم ولدي أن يقتضي به.

* المواطنة تعني بان لا اسمح لاي مسؤول او مواطن بان يقصر بحق المؤسسة العسكرية ورجالها أو يمس قرشا بالناقص من ميزانيتها، كما ان اقف بوجه كل يتطاول على المقاوم لان الذي يسيء إلى المقاوم بهدف الى تدمير الشعور الوطني وخلق شقاق بين مكون الوطن الواحد، لانه بالختام الجميع يذهب ويبق الوطن.


ولكن بسبب الطائفية والمحاصصة أصبح كل مسؤول يعمل فقط لطائفته وعلى قياس قدراتها، مما افقدنا المواطنة واصبح المواطن اللبناني مستعد ان يبيع أرضه وارض عائلته واجداده ومسقط راس مولده وجميع ذكريات طفولته وان يترك أصدقائه ويهاجر لاي بلد فقط ليشعر بقيمته الإنسانية ويضمن حياة كريمة لاولاده، وهو غير مستعد للدفاع عن الوطن ابدا ولا حتى ان يذرف في سبيله قطرة عرق واحدة ويشعر بان كل قرش يدفعه ضرائب يذهب هباء لا طبابة ولا ضمان شيخوخة أو تقاعد.

واحد اهم اسباب الهجرة أو الانتحار هو فقدان المواطنة التي تحول الوطن باردا مظلما تغيب عنه ملامح المستقبل وفقدان الأمل، مما يدفعك الى القول تلقائيا يا ليت تاتي الحرب ليحل الدمار.

نحن بحاجة إلى مواطنة ومن دونها نحن نسير الى النهاية.